2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مازال السيد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل؛ الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، يتحف المغاربة بـ”بزلاته” الغريبة العجيبة، التي في الغالب ما تخلق سجالا مجتمعيا وتكون لها كلفة ثقيلة على الحكومة التي ينتمي إليها.
هذه المرة، خرج السيد وهبي على المغاربة ببدعة “التوظيف الحسنة”، وهو مفهوم جديد في عالم الولوج إلى الوظيفة العمومية، لم يأتي به لا قانون ولا عرف ولا سلطان، بل ولم يشمله حتى مفهوم الإحسان العمومي لدى المغاربة.
جديد السيد وهبي هذه المرة هو التفسير الذي أعطاه لعملية تَوظِيف المواطن المغربي المسمى عبد الوهاب رفيقي، والشهير لدى العامة بـ”أبو حفص”، الكنية التي حملها عندما كان زعيما في إحدى جماعات السلفية الجهادية، التي أرادت إقامة إمارة إسلامية في المملكة المغربية، حيت اعتبرها “حسنة”.
سياق “حسنة” وهبي، يأتي في إطار التفاعل مع الجدل الذي أثاره اجتياز المواطن عبد الوهاب رفيقي، لمباراة توظيف بنجاح، بحسب اللوائح، رغم أن سنه كان يتجاوز السن القانوني الذي يحدد كشرط لولوج الوظيفة العمومية، وهو ليس أول مغربي يلج إلى الوظيفة العمومية بعد تجاوزه السن القانوني، فالمشرع ترك استثناءات بهذا الخصوص وأعطى فيها الصلاحيات لرئيس الحكومة.
لكن المواطن عبد الوهاب رفيقي نجح في مباراة نُظمت بقطاع تشرف عليه وزارة العدل التي يرأسها السيد عبد اللطيف وهبي، والذي يشتغل لديه المواطن رفيقي مستشارا خاصا، وهو ما دفع العديد من المغاربة، معطلين وغير معطلين، إلى طرح تساؤلات حول ما إن كان هناك تضارب للمصالح أو محاباة أو شيء من هذا القبيل؟
أسئلة المنتقدين لها ما يبررها، أبرزها علاقة المواطن رفيقي المستفيد من الوظيفة بالوزير وهبي رئيس القطاع الذي أجريت فيه المباراة، وكذا سوابق الوزير وهبي التي طاردته من قبيل شبهات حول تدخل مزعوم من أجل “إِنجاح نجله وعدد من أبناء معارفه في امتحانٍ لولوج مهنة المحاماة”.
وبينما كان المنتقدون والمشككون في عملية توظيف المواطن رفيقي، مستشار الوزير وهبي، ينتظرون توضيحا؛ خرج الأخير ليهاجمهم ويتهمهم بكونهم “لا يريدون له الجنة”، لأنهم “مباغينهش يدير حسنة، في شخص له وليدات”، وأنهم هم من “بيعوا العجل لرفيقي وجندوه وأرسلوه إلى القتال بجانب الجماعات الجهادية في أفغانستان وكانوا سببا في دخوله السجن ولما غادره معقلوش عليه”.
السيد وهبي؛ بما أنك محب للخير باغي دير حسنة، ديرها في المعطلين أصحاب الشواهد العليا لكي تدخل الجنة، ونكاية في حسادك. انطلاقا ودستور المملكة المغربية الذي يقول إن المواطنين سواسية، نرجوك ونستعطفك دير حسنة في الآلاف من حملة الشواهد العليا لي فاتهم قطار الوظيفة العمومية وتجاوز سنهم 45 سنة وساعدهم على ولوج الوظيفة العمومية إسوة بأخوهم المغربي المواطن عبد الوهاب رفيقي الذي ولج الوظيفة العمومية وهو على مشارف الخمسين سنة، ونحيطك علما أن بعضهم يحمل شهادة دكتوراه، ومنهم من له أبناء، ومؤلفات وكتب في المكتبات، فيما جلهم لهم أهل كانوا يطمعون في أن يلج أبناءهم صفوف الوظيفة العمومية لكي يريحونهم قليلا من ضنك الحياة…
السيد وهبي؛ دير حسنة وساعد في توظيف المئات من معتقلين ما يعرف بـ”السلفية الجهادية” الذين حكموا بقانون الإرهاب، بعدما جندهم أولئك اللذين جندوا أخوهم رفيقي، وتعرفهم أنت وحدك، فمنهم الكثير ممن نالوا شواهد عليا داخل السجن ولما غادروه ما عقل عليهم حتى واحد، على غرار أميرهم السابق “أبو حفص”…
السيد وهبي؛ دير حسنة في مئات الآلاف من الشباب المغاربة حاملي الشواهد الجامعية، وأطلب من زميلك في الحكومة، شكيب بنموسى؛ أو استعطف لهم رئيس الحكومة بأن يرفع عنهم المنع الذي فرض عليهم من اجتياز مباريات ولوج مهنة التعليم، خلافا لقانون الوظيفة العمومية، فقط لأن سنهم تجاوز الثلاثين. دير فيهم هذا الخير فهم شباب في مقتبل العمر وباغيين يديرو وليدات، مبغيناهمش حتا يدخلوا للحبس ويخرجوا منو وما يعقل عليهم حتى واحد ويوصلوا لسن الخمسين عاد يتدخل شي محسن من أمثالك ويوظفهم…
السيد وهبي؛ دير خير في كل المغاربة والتزم بالقانون المنظم لمهامك الحكومية، ولا تضرب ما تبقى من ثقة المواطن في المؤسسات العمومية، انضبط لدستور المملكة، الوثيقة الأسمى التي تنظم الحياة العامة للمغاربة، فأنت في دولة المؤسسات وعضو في حكومة ينظم علاقاتها بالمواطن، قانون يسري على الجميع، ولست في جمعية خيرية لجمع الحسنات والمساعدة على توظيف الشيوخ.
لحسن الحظ انه مجرد وزير