لماذا وإلى أين ؟

الحذيفي يبسط مشاكل الساحة الرياضية بطنجة

تمر الساحة الرياضية بمدينة طنجة على بأسوء فتراتها، خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعانيها فريق المدينة الأول لكرة القدم، فضلا عن عدد من الفرق الممارسة في القسم الوطني الثاني، دون ذكر الرياضات الأخرى غير كرة القدم.

وتأتي معاناة الساحة الرياضية بعروس الشمال، رغم أن المدينة تتوفر على بنية تحتية رياضية جيدة تتمثل في قرية رياضية وملعب كبير احتضن ويرتقب أن يحتضن مباريات دولية. للحديث عن جوانبا من مشاكل الرياضة في طنجة، أجرت صحيفة “آشكاين” الإلكترونية، الخبير الرياضي رشيد الحذيفي، ضمن ركن ضيف الأحد لهذا الأسبوع.

في ما يلي نص الحوار : 

بداية، كيف تقيمون الوضع التدبيري لأندية طنجة في ظل محدودية الموارد المالية لمختلف الفرق الرياضية بطنجة؟

الجواب واضح وإن كان المشكل عام ولا يخص طنجة وحدها أو كرة القدم فقط، فاتحاد طنجة لكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، فضلا عن مجد طنجة لكرة السلة و نهضة طنجة لكرة اليد وعدد من الفرق الأخرى التي تنافس في القسم الوطني الثاني، كلها تعاني وضعية مادية مقلقة.

والحديث عن طريقة التسيير قد يطول، فمعظم الأندية تعتمد على دعم المجالس المنتخبة، أو ما تجود بها خزينة رئيس المكتب أو الأعضاء أو المحبين، وهذا ما يجعلنا نقول أن المشكلة المادية قاسم مشترك بين جميع الأندية بمدينة طنجة، وهذا طبعا له أسباب، حيث يصعب على الأندية أن تجد مستثمرين أو مستشهرين من أجل توفير الموارد المالية الكافية لتغطية مصاريف الموسم، وهو أيضا ما يحد من حظوظ مدينة طنجة بالفوز والمنافسة على الألقاب.

وهناك طبعا استثناءات تتعلق ببعض الرؤساء الذين يتسلمون زمام بعض الفرق في فترات ويتكلفون بجميع مصارفها من مالهم الخاص، كرئيس اتحاد طنجة لكرة السلة الحالي، عبد السلام شبعة، وأيضا أحمد الحميدي خلال فترة ترأسه لاتحاد طنجة للكرة الطائرة، وكان يوفر الإمكانيات المالية، فإن الفريق حقق مجموعة من الألقاب. وهذه الأشياء تجعلنا نتسائل إلى متى ستستمر الأمور على هذا المنوال، وجوزي هذا التسائل لدى الجميع، فمثلا المجالس المنتخبة واهتمامها بالشأن الرياضي، وأيضا الشريك الاقتصادي، حيث هناك تهرب معتمد للشريك الاقتصادي والذي ربما مرده لغياب شفافية التدبير المالي، وتبقى بعض أندية القسم الممتاز التي تعتمد على تبرعات المحبين.

وبدون وضع حد لهذه السلسلة لا يمكن للرياضة المغربية أن تتطور، وبدون الموارد المالية لا يمكن تطوير الممارسة الرياضية، ولا يمكن للأندية أن تحصل على موارد مالية في ظل غياب الشفافية والضبابية التي تعم تدبير بعض الأندية.

طيب، هل سينعكس تنظيم طنجة لمباريات كأس إفريقيا وكأس العالم على تطوير الممارسة الرياضية بطنجة؟

أكيد سيكون لها انعكاس، فأي مدينة تحتضن مباريات قارية أو على المستوى العالمي تكون فيها دينامية رياضية، ونشأة لفرق جديدة، وهذا أحد أهداف تنظيم مثل هاته التظاهرات العالمية الكبرى، لكن بالنسبة لوضعية طنجة، فإن الأمر قد ينعكس أيضا نوعا ما بشكل سلبي فيما يخص عدم استغلال البنية التحتية، حيث كما يعلم الجميع، فإن معاناة اتحاد طنجة لكرة القدم في عدم استغلال ملعب المدينة مستمرة، حيث أن الإصلاحات في الملعب استعدادا لكأس العالم وكأس أغريقيا جعله يبحث عن ملاعب خارج المدينة من أجل لعب مبارياته، وهو مشكل يجب أن يوضع لها حد حتى تنعم الأندية ببعض الاستقرار.

فضلا عن أن المعلومات والأخبار الواردة، تشير إلى أن ملعب القرية الرياضية لن يفتح أبوابه لا أمام اتحاد طنجة ولا أمام أندية القسم الوطني الثاني، إلا بعد إجراء مباريات كأس أفريقيا على أساس تسليمه للجنة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل تكوين الحكام على مستوى “الفار” أو على مستوى الممارسة وغير ذلك.

والأكيد حول سؤالكم هو أنه دائما تكون نتائج تكون هناك انعكسات سلبية، وفي الحديث عن الجانب الاقتصادي فيجب على المسؤولين استغلال تنظيم هاته التظاهرات لتطوير منظومتنا الكروية.

لماذا يعجز نادي اتحاد طنجة لكرة القدم عن إيجاد مستشهرين قارين يضخون موارد مالية بميزانيته؟

هذا السؤال يحتمل مجموعة من الردود، لكن الواضح أن الجواب الواضح هنا هو أن لا أحد يستطيع اليوم أن يساعد اتحاد طنجة ماليا، بسبب طريقة تدبير اتحاد طنجة تجعل المستشهرين ورؤوس الأموال تبتعد عن الفريق، فلا أحد يستطيع أن يلتفت لنادي تصل مديونيته لـ11 مليار، وقد حرم من منحيتين مؤخرا، الأولى منحة 500 مليون سنتيم لجماعة طنجة بسبب وجود حالة التنافي لرئيس النادي، وحرم قبل ثلاثة أيا من منحة النقل التلفزي التي تبلغ قيمتها 600 مليون سنتيم على ثلاثة أشطر، وقد حرم النادي من الشطر الأول بسبب عدم ضبطه لبعض الأمور الإدارية، وأعتقد أن الخلل هنا مرتبط كذلك بعقد الجمع العام للنادي.

وإضافة لما سبق ذكره، فإن خرجات رئيس النادي تؤثر أيضا على حالته، حيث خرج مؤخرا وصرح أن الفريق مدين له بمبلغ 500 مليون سنتيم، بينما هناك قرار للجامعة الملكية لكرة القدم يمنع إقراض الأندية الرياضية، وهو قرار واضح صدر العام الماضي. كذلك بعد المشاكل التي تتسرب من مطبخ اتحاد طنجة، وسوء الفهم في العلاقة بين رئيس الشركة الرياضية ورئيس نادي اتحاد طنجة، والخلاف حول التقرير المالي.

هل تؤثر التجاذبات السياسية في تطوير الموارد المالية لأندية طنجة؟

التجاذبات السياسية هي أصل المشكل، فالسياسية مبنية على أيديولوجيات وغياب الثقة بين مكونات المشهد السياسي، ويبقى السؤال هنا “كيفاش توما ممتفاهيمينش فالسياسة ودخلتو لمكاتب أندية طنجة”، وكون أن هناك سياسيين بشكل دائم في مكاتب الأندية الرياضية هو نقطة سوداء في الرياضة بمدينة طنجة على وجه المثال على الحصر، والتجاذبات والخلافات السياسية في الجماعة والمقاطعات الأربع تتسرب إلى الشأن الرياضي وتؤثر بالخصوص على فريق اتحاد طنجة، وهو ما جهل الفريق يعاني.

ولا يعقل أن المكتب يضم أشخاصا كلهم سياسيون ومن أحزاب مختلفة، وهذا ما يجعل المشهد واضحا وخلافاتهم طافية وواضحة في المدينة، فالفرق الرياضية لا تحتاج السياسي الرياضي بل الرياضي السياسي، لأن التفكير السياسي هو البحث عن المصالح، وأعتقد أن إخفاق هؤلاء السياسين في الوصول إلى أهدافهم عن طريق اتحاد طنجة وتأثر الفريق نتيجة ذلك، بينما رفضوا توفير حتى مائة مليون عندما احتاجها الفريق.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x