لماذا وإلى أين ؟

على هامش الأسبوع الإفريقي لليونسكو

نور الدين زاوش*

مما لاشك فيه، أن دُويلة الجزائري تعيش في بُعْدٍ من الأبعاد التي لم يتم اكتشافها بعد من لدن علماء الفيزياء وعباقرة العالم؛ عالمٌ موازٍ تختلف فيه القيم والمبادئ وخصائص المنطق تمام الاختلاف عن قيم ومبادئ العالم الحقيقي الذي نعيش فيه؛ فهي تتحدث عن قداسة السيادة وعظمتها في الوقت الذي نجد فيه رئيسها “شنقريحة” لا يملك حتى السيادة على وظائفه البيولوجية؛ بل إن المشهد الذي التقطته عدسات الكاميرات وآلات التصوير أثناء إحياء هذا النظام المريض لمراسيم صلاة عيد الفطر الأخير في الجامع الكبير، جعل الأسئلة تتناسل حول كفاءة هؤلاء القادة في تسيير دولة شاسعة المساحة ومترامية الأطراف ومتعددة التحديات؛ حيث بدا كل من الرئيس السري “تبون”، والرئيس العلني “شنقريحة”، ورئيس مجلس الشعب، وهم جاثمون على كراسي العجزة التي ورثوها عن المقبور “بوتفليقة”؛ مما يدل على أن لا سلطة لهؤلاء حتى على أجسادهم المترهلة التي عذبهم بها الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة.
إن العالم المزيف الذي يعيش فيه من حشرنا الله بقربهم في الجوار، لا يهتم إلا بسفاسف الأمور وشَكْلياتها، ولا يقيم الدنيا ويقعدونها إلا من أجل قضايا ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع؛ لكنه إذا جَدَّ الجد وحمي الوطيس تجده يلين ويخنس مثلما تخنس الشياطين عند ذكر الله؛ هذا ما نستنتجه سريعا من حادثة الرَّجة العظيمة التي أقامها نظام العجزة، وما يزال، حول خريطة على قميص؛ في الوقت الذي بلع فيه لسانَه الأطول من كل طويل، أمام مناورات الأسد التي تضم أكثر من عشرين دولة على أرض هذه الخريطة “الوهمية”.
كل شيء في هذا البُلَيْد مزيف ووهمي وتقليد، جُغرافيتُه التي اغتصبها الاستعمار من مختلف دول الجوار، تاريخه الذي يترنَّح بين مُخلفات العثمانيين وبقايا الفرنسيين، وتراثُه الذي لا يَكِلُّ من محاولة ترميمه، بكل ما أوتي من خسة ونذالة، من التراث المغربي الأصيل؛ إلا أنه عند امتحان “الأسبوع الإفريقي لليونسكو” الذي أقيم في باريس قبل أيام حول التراث الإفريقي، ظهرت فيه الجزائر بحجمها الحقيقي الذي يعرفه الجميع ما عدا الجزائريين، حيث بدت هذه الأخيرة يتيمة التراث، فقيرة الحضارة والتاريخ، كشجرة خبيثة اجْتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار، وكما قال الشاعر:
وستعلم حين ينجلي الغبار *** أفَرس تحتك أم حمار

*عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبه

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x