يا منكوبي الزلزال.. قالت لكم “بنت الباشا” سيروا تكريو
خلال الأزمات الإنسانية، والكوارث الطبيعية، يحتاج الضحايا إلى العون والمساعدة المادية بكل تأكيد، لكنهم يحتاجون كذلك إلى من يهون عليهم ضائقتهم ويخفف عنهم مصائبهم ولو بكلمة طيبة ودعم معنوي، لأنهم في وضع يمكن معه لأقل كلمة أو حركة غير مناسبة أن تستفزهم وتشعرهم بالمهانة والحكرة.
مناسبة هذا القول أنه في الوقت الذي ما يزال فيه العديد من منكوبي المناطق التي ضربتها الهزة الأرضية لشهر شتنبر من السنة الماضية، يعانون ويلات التقلبات المناخية ويشتكون من ضيق ذات اليد، خرجت عليهم منسقة القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب “الأصالة والمعاصرة”؛ وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، بتصريحات أقل ما يمكن وصفها به أنها “مستفزة”.
المنصوري؛ الوزيرة التي يقع تحت مسؤوليتها شطر مهم من إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة بفعل الزلزال، اعتبرت خلال جواب لها عن سؤال بمجلس النواب حول الوضعية التي يعيش فيها منكوبي هذه المناطق (اعتبرت) أن هُم من اختاروا عن طيب خاطر البقاء تحت الخيام، لأنها كتعطيهم 2500 درهم باش يكريو، والكرا موجود بحسبها، لكونها بنت المنطقة كما تقول وتعرف شنو كاين.
المنصوري، أو “بنت الباشا” كما يلقبها بعض معارفها القدامى، وهي ترد على تعقيب نواب حول تأثير التقلبات الجوية وأحوال الطقس، على ساكنة الخيام وعلى الخيام التي يقطنوها، قالت “إنها لا تتحكم في الظروف الجوية”، أو بمعنى أخر “معندها ما تديرلهم، لأنها عطاتهم باش يكريو وهما لي بغاو يبقاو فالخيام” !!!
لهجة السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري وهي تتحدث عن منكوبي مناطق الزلزال فيها الكثير من التعالي والأنا، ولم تراع في كلامها أنها تتحدث عن أناس مكلومين، منهم من فقد كل شيء: أبناء، أهل، أصدقاء، دور وممتلكات…؛ ولم يتبق لهم إلا الانتماء للأرض التي ولدوا وعاشوا وتربوا على ترابها، ولا يريدون فراقها إلا إلى القبر.
لم أستوعب كيف تطلب السيدة المنصوري من آلاف منكوبي الزلزال التوجه إلى المدن والمراكز الحضرية والشبه حضرية لاستئجار منازل وهي تعلم كم يصل ثمن كراء منزل لأسرة من 6 أفراد على الأقل بمدينة مراكش مثلا حيت تقع فيلتها الفخمة التي تكفي لإسكان دوار؟
كيف تطلب السيدة المنصوري من منكوبين هجرة أراضيهم والتوجه إلى المدن من أجل استئجار منازل وهي تعلم أن كل ما تبقى للكثير منهم هو ذاك الدعم المالي الشهري المحدد في 2500 درهم الذي تقدمه لهم الدولة المغربية بأمر مباشر من الملك محمد السادس؟
أ السيدة المنصوري؛ ملي هاذ الناس يمشيو يكريو ، شحال غادي يبقالهم من 2500 درهم؟ وشنو ياكلوا هم وأولادهم؟ وفين يخدموا إن ابتعدوا عن أراضيهم وهم اللذين لا حرفة ولا صنعة لهم إلا الفلاحة وتربية الماشية؟
أليست هذه دعوة مباشرة منك السيدة المنصوري لهجرة قروية نحو المدن وأنت المشرفة على سياسة المدينة. وتعلمين أو من المفترض أن تكون على علم، بما يرافق الهجرة القروية نحو المدن من ظواهر سلبية مازالت وزارتك؛ بل وكل الحكومة، تتخبط، ومنذ عقود، للقضاء عليها؟
لماذا وجدت الحكومة وأنشأت وزارة لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة إذا، إن كان الحل للآلاف من منكوبي الكارثة الطبيعية بهذه السهولة، وهو دعوتهم إلى الهجرة والتوجه للمدن من أجل استئجار منازل وبداية حياة مجهولة المعالم في واقع شغل يعاني أصلا من نسب غير مسبوقة من البطالة؟
السيدة المنصوري أكدت في جوابها المشار إليه أن المغرب نجح في عملية تدبير هذه الفاجعة بشهادة من عدد من الخبراء الدوليين، وهو كلام صحيح في جانب كبير منه، لكن السيدة الوزيرة بنت الباشا لم تقل للمغاربة بالضبط أين يتجلى هذا النجاح الذي تتباهى به اليوم؟ ومن الواقف وراء ما تحقق من نجاح في عمليات التدخل والإسعاف والدعم بمناطق الزلزال؟ ولماذا لم يمتد هذا النجاح إلى المجالات التي تشرف عليها وزارتها مثلا؟
السيدة المنصوري؛ لسنا أول بلد تحل به كارثة طبيعة ، لكنك، والله أعلم، ربما أول مسؤولة حكومية تدعو ساكنة المناطق التي أصابتها الكارثة الطبيعية إلى هجرتها والتوجه نحو المدن لاستئجار منازل بما قُدم لهم من دعم، على قلته، من أجل البقاء على قيد الحياة، وربما أنت من المسؤولين القلائل اللذين تنصلوا من مسؤوليتهم اتجاه حماية المنكوبي من التقلبات المناخية بهذا الشكل المخجل.
نعم أنت لا تتحكمين في أحوال الطقس لكنك مسؤولة عن توفير ما يقي ويحمي المنكوبين من أثارها ومخلفاتها، مسؤولة عن توفير مساكن مؤقتة تليق بكرامتهم وتحميهم من تقلبات الجو، مسؤولة عن التسريع من وتيرة إعادة بناء منازلهم المهدمة، مسؤولة عن تمكينهم من كل ما يلزم من أجل مساعدتهم على إعادة ترميم منازلهم المتضررة، بيدك كمسؤلة حكومية عمل الكثير لكي تقلصي من فترة معاناتهم تخت الظروف المناخية القاسية من غير الكلام المستفز وتخراج العينين.. وإن لم تستطعي فعل ذلك فقولي خيرا أو أصمتي.
اذا كانت المنصوري لا تتحكم في أحوال الطقس فعليها ان تتحكمعلى الاقل في شفتيها وتقول كلاما حسنا اوتصمت.
انا لا أجد تفسيرا لكيفية وصول بعض الاحزاب بمكوناتها الى التسيير ؟؟؟!!
سبحان الله ماتكتبهمش الوزيرة فالحالة المدنية 2500 ده من المال العام كمساعدة يمكن ليهوم يكريوا منها ويواصلوا حياتهم كيف كانوا مواصلينها قبل الزلزال ام صرنا نشجع الابتزاز والريع بالعلالي ؟