لماذا وإلى أين ؟

برلمان جنوب إفريقيا يتجه لانتخاب الرئيس الجديد وسط ترقب مغربي لإسقاط “داعمي الإنفصال”

يعقد برلمان جنوب إفريقيا الجديد أولى جلساته يوم الجمعة المقبل، وفق ما أعلنت سلطات البلاد، من أجل اختيار رئيس للمجلس والمباشرة بعملية انتخاب رئيس للبلاد، في مهمة قد تكون صعبة بعدما تراجع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، لأول مرة منذ عام 1994 في نتائج الانتخابات، ما يفرض عليه الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى.

مراقبون يرون أن انتخابات جنوب إفريقيا، قد تسفر عن نتائج جد إيجابية بالنسبة للملكة المغربية؛ في ما يتعلق بوحدته الترابية، خاصة أن هذه الدولة تعتبر من بين أهم الداعمين للطرح الإنفصالي إلى جانب الجزائر، بحيث إن الحزب القائد للبلاد خلال الفترة الماضية يجد نفسه اليوم مطالبا بالبحث عن حلفاء لتشكيل الأغلبية.

ويرى المراقبون أنه إذا قرر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي التحالف مع حزب التحالف الديمقراطي المعارض (حزب ليبرالي يميل إلى المغرب) الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات بمجموعة 22 بالمئة من أصوات الناخبين، يمكن للحكومة المقبلة أن تقلب الموازين وتعترف بسيادة المغرب على الصحراء من خلال الحكم الذاتي، أو على الأقل التوصية بتوقيف الدعم المادي والمعنوي للبوليساريو وحليفته الجزائر.

أما إذا قرر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، إبعاد أي امكانية للتحالف مع حزب التحالف الديمقراطي، فإنه سيكون أمام سيناريو التحالف مع حزبين آخرين، وهما حزب ‘EFF’ الذي حل في المرتبة الرابعة بـ 9 بالمئة من الأصوات، وحزب ‘MK’ صاحب المرتبة الثالثة بـ 15 بالمئة من الأصوات، بالرغم من أن زعيم الأخير، جاكوب زوما، يرفض التحالف مع حزب المؤتمر الوطني في حالة إذا كان سيترأس الحكومة سيريل رامافوزا.

وفق تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مضطر للدخول في مفاوضات مع أحزاب أخرى من أجل تشكيل الحكومة في الأشهر الوشيكة، سيما وأن السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة قد تكون مفيدة للمغرب، خاصة إذا قرر هذا الحزب التحالف مع حزب التحالف الديمقراطي المعارض الذي حل في المرتبة الثانية.

وأشارت “لوموند” في هذا السياق، إلى أنه إذا تحالف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مع حزب التحالف الديمقراطي، فإن هذا سيناريو تُحبذه الرباط، على اعتبار أن حزب التحالف الديمقراطي هو حزب ليبرالي يميل إلى الغرب، بخلاف حزب المؤتمر الذي يميل أكثر إلى المعسكر الشرقي مع دول مثل روسيا والجزائر.

وستكشف القادم من الأيام أوراق مستقبل حكومة جنوب افريقيا أمام سياقات متعددة يمكن لها أن تفضي بالبلاد إلى منحى بعيدا عن حلف روسيا، رغم أن هذا الأمر مستبعدا، فيما يأمل المغرب في أن تسفر نتائج التحالف في مكاسب دبلوماسية تنهي ملف نزاع الصحراء الذي طال أمده لأكثر من 50 عاما.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x