2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حبيب كروم*
يستمر تجاهل الحكومة باعتمادها منطق سياسة الاذان الصماء إزاء الملف المطلبي لرجال ونساء الصحة، مقابل استمرار التصعيد النضالي بشكل غير مسبوق الذي يعطل اسبوعيا الخدمات الصحية لثلاتة ايام متتالية مع تنظيم وقفات احتجاجية إقليمية و جهوية.
واقع يؤكد بشكل ملفت و مقلق السياسة الحكومية المعتمدة في مجال تدبير القطاعي الصحي، أمر غاية في الغرابة و الحيرة بحكم عدة اعتبارات التي تناقض النتيجة السلبية والاحتقان اللذان أضحيا مزمنين وغير منطقيين، نظرا للوعود الواعدة والكبيرة التي تلقها رجال ونساء الصحة والتي يستحيل تكذيبها او حتى التشكيك في امرها ، لانه صرح بها، ايام كان الجميع متشبت بالحياة، ايام كان الجميع يخاف من الجميع، ايام كان الجميع يحن الى اصحاب الوزرة البيضاء، ايام كان العالم يخشى كورونا، علاوة على أن الملف المطلبي لقطاع الصحة كان نتيجة و ثمرة ازيد من خمسون اجتماعا وجاء التوقيع عليه من طرف الشركاء الاجتماعيين و وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعد شد و جدب، والمراوحة في الاخد والرد، فضلا على ظهور وعود اخرى مغرية مرتبطة بتدشين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لاصلاحات جدرية في إطار مشروع الحماية الاجتماعية، وذلك برفع شعار تثمين الموارد البشرية، كما استفضل رئيس الحكومة في برنامجه الانتخابي محور الزيادة والرفع من أجرة مهنيي الصحة كورقة رابحة لحصد الاصوات، كلها عناصر تؤكد على أن الملف المطلبي لمهنيي الصحة مشروع ومستحق، فلماذا هذا الاقصاء الممنهج الذي تترتب عنه نتائج وخيمة معطلة لمصالح المواطنين المرضى وفي ذات الوقت تفوت على خزينة الدولة ايرادات و مداخيل مهمة يوميا ؟ فألى متى سيستمر هذا الوضع الغير المرغوب فيه و الغير السليم ؟
ما هو مؤكد إستحالة عدم الاستجابة لمطالب رجال ونساء الصحة لان جميع القطاعات استفاذت من الزيادة في الراتب دون استتناء، فلابد أذن من الاستجابة عاجلا ام أجلا لملفهم المطلبي من اجل اقرار مبدأ الانصاف من جهة، ومن اجل توقيف الاحتقان من جهة اخرى.
فلا يمكن استمرار هذا الوضع الشاد مهما تمطلت و تعنتت الحكومة في تنفيذ الملف المطلبي لمهنيي الصحة، فلا يجوز لحسابتها السياسوية أن تستمر في فرض واقع يعطل مصالح المواطنين المرضى و أن تساهم في تذمر و إحباط رجال ونساء الصحة تحديدا في ظل الإصلاحات الجدرية التي انخرطت فيها الحكومة بشكل عام و وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على وجه التحديد، بغاية تنزيل المشروع الملكي الهام الخاص بالحماية الاجتماعية.
إن خيار التسوية بات قريبا جدا، لان مهنيي الصحة لهم وعي سياسي وثقافة سياسية جيدة و مستوعبة للمشهد ولهم دراية، فهم يتابعون شبكات التواصل الاجتماعي و الجرائد ولهم القدرة على التمييز، علاوة على أن الضغط النضالي الذي انطلق منذ ستة اشهر مستمر بشكل تصاعدي، مما سيزيد من حدة التوثر والاحتقان، أنها عناصر محرجة للحكومة يصعب معها البقاء على خطتها في انتهاج سياسة الاذان الصماء بتبنيها لغة الصمت حيال مطالب الشغيلة الصحية، فلا خيار لها سوى مراجعة أوراقها لاستتباب السلم الاجتماعي وتلبية حاجيات المواطنين المرضى بالاستجابة للملف المطلبي لمهنيي الصحة في شموليته.
*رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.