حجاج مغاربة يتركون لمواجهة مصيرهم (مصدر)

يشتكى حجاج مغاربة من “الغياب شيه التام” للمؤطرين المرافقين لهم في رحلة الحج لعام 2024، وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم “دون مساندة أو توجيه”، بلغ حد “وقوف أحدهم على حافة الموت لولا تدخل حجاج آخرين في غياب المؤطرين”.

مصدر مطلع أفاد في تصريح لـ”آشكاين”، أن  “الحجاج الذين غادروا المدينة إلى مكة قصد أداء مناسك الحج، تفاجؤوا بغياب شبه تام للمؤطرين، حيث ترك الحجاج في منى لوحدهم، خاصة كبار السن الذين تضاعفت معاناتهم”.

ومن بين الأحداث التي عانى فيه الحجاج، يقول المصدر الذي فضل عدم ذكر إسمه، إضاعة حجاج للطريق، ولولا حسن الحظ وتوجههم لقسم مستعجلات والذي اعتنى بهم لكان لهم مصير مجهول”.

وأضاف المصدر مستغربا، من أنهم “اتصلوا بإحدى المؤطرات ليخبروها عن وضعية الحجاج التائهين وضرورة التوجه نحو المستشفى لإلحاقهم ببقية الوفد، إلا أن الجواب كان صادما، حسبه، حيث قالت المؤطرة للقريب إن الأمر صعب ويتعذر عليهم الانتقال إلى ذلك المكان، وطالبته بأن يخبر الحجاج بمحاولة العودة لوحدهما إلى إقامتهما”.

ومن محاسن الأقدار، يسترسل المصدر في حكيه للجريدة، أن “أحد المؤطرين أصيب بوعكة صحية تطلبت نقله إلى نفس المستشفى الذي يتواجد فيه الحاجين التائهين، والتقوا مع أحد المؤطرين المرافقين للمؤطر المريض، حينها تعرف الحاجان عليه وعادوا معهم، ما يعني أنه لم يكن هناك مجهود من المسؤولين على الوفد للبحث والوصول إلى مكان الحاجين التائهين”.

واشتكى المصدر من “غياب تام للتنسيق مع الحجاج، خاصة كبار السن، فمثلا في اليوم الأخير لرمي الجمرات، عاد المؤطرون إلى مكة وتركوا الحجاج في منى لوحدهم، إذ لم يتم إخبارهم بتعجيل الإجراءات حتى يأخذوا احتياطاتهم، لأن فيهم المريض والضعيف وغير ذلك”.

وأشار المتحدث إلى أن “حاجا دخل في غيبوبة ولم يجد بجانبه أيا من المؤطرين سوى بعض المواطنين الذين سارعوا بنقله إلى المستشفى وإنقاذ حياته”، مؤكدا على أن “المؤطرين لا يقومون بأي مجهود، بل الحجاج  هم من يقومون بذلك نيابة عنهم، في إطار التضامن بينهم، في غياب شبه تام للمؤطرين”.

ومن بين المشاكل التي رافقت الحجيج المغاربة، يورد محدثنا هي “أن المؤطرين في كل مرة يطلب أقارب الحجاج خدمة بخصوص ذويهم في المناسك، يتذرع المؤطرون بأنهم غير متواجدين في نفس مكان تواجد  الحجاج، وهو ما دفع الأقارب للاستغراب من الدور الذي أنيط لهؤلاء المؤطرين وهل هم مكلفون بمرافقة أناس آخرين غير الحجاج”، معتبرا أن هذا “عذر أقبح من ذنب”.

وأبرز أن “بعض الحجاج عاشوا إهمالا كبيرا، خاصة المرضى وكبار السن، وهو ما يجعل الحجاج في غنى عن هؤلاء المؤطرين ما داموا لا يقومون بوظائفهم “.

وطالب المتحدث بـ”اتخاذ حزمة إجراءات صارمة، مع تغيير سياسة تأطير الحجاج، وتغيير المؤطرين غير الأكفاء، بهدف تجاوز هذه المشاكل السنة المقبلة، علما أن هؤلاء المؤطرين أنفسهم سبق وقالوا للحجاج إن هناك شكايات في السنوات الماضية تتهمهم بأنهم لا يساندون الحجاج خلال أداء مناسك الحج، وهو ما كان بمثابة اعتراف صريح منهم”، بحسبه.

وسبق لحجاج مغاربة أن اشتكوا، في مواسم سابقة، من “غياب المؤطرين وتركهم في أماكن لوحدهم، ما جعل عددا منهم يعيشون معاناة متواصلة في التنسيق مع مؤطريهم”، وهو نفس الأمر الذي تكرر هذا الموسم ما يطرح عدة تساؤلات عن الكيفية التي يتم بها اختيار المؤطرين المرافقين للحجاج.

وكان القنصل العام للمغرب في جدة، قد أعلن، الأربعاء 12 يونيو الجاري، عن وفاة 5 حجاج مغاربة قبل انطلاق مناسك الحج لموسم 2024، وذلك لأسباب صحية مختلفة، موضحا، في تصريحات صحفية، أن “ثلاث من حالات الوفاة سجلت داخل غرف الفنادق في مكة المكرمة، حيث توفي الحجاج الثلاثة نتيجة أمراض مزمنة مثل الضغط الدموي وأمراض السكري. بينما نتجت حالتا الوفاة الأخيرتان عن الإجهاد الحراري”.

يشار إلى أن الوفد الرسمي للحجاج المغاربة، قد غادر صباح يوم الاثنين 10 يونيو الجاري، متوجها إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج برسم موسم 1445 هـ، برئاسة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، كلا من محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعبد الرحيم مياد، الكاتب العام لوزارة العدل، والحسن لعسري، مدير الشؤون القانونية والمعاهدات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والطبيب العقيد نور الدين بابا.