2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبير بيئي.. موجات حر وعواصف رعدية وتساقطات مطرية قوية تضرب مناطق من المملكة هذا الصيف

أربكت التغيرات المناخية حسابات المواطنين في عدة دول، آخرها فرنسا، التي كان الجميع فيها ينتظر الاستمتاع بالاستجمام تحت أشعة الشمس الصيفية، إلى أن باغثتهم عواصف رعدية وأمطار غزيرة وانخفاضات في درجات الحرارة بالعديد من مناطق البلاد، تركت السكان في ذهول تام.
وفسر الخبراء هذا التغير اللافت في أحوال الطقس المعتاد، إلى ظاهرة مناخية محددة تسمى “القطرة الباردة”، أو “البؤرة الباردة”، حيث قال مكتب الأرصاد الجوية الفرنسي (ميتيو فرانس) إن “القطرة الباردة هي عبارة عن جيب من الهواء ذي درجة حرارة منخفضة يقع على ارتفاع أكثر من 5000 متر، وعندما ينحرف التيار النفاث القطبي، فإن هذه الكتلة من الهواء البارد تنفصل عن الدوران المرتبط بهذا التيار لتهبط إلى خطوط العرض الخاصة بنا”.
ويثير ترابط التقلبات المناخية عبر أنحاء العالم وانتقال الظواهر من منطقة لأخرى، تساؤلات عديدة عما إن كان صيف المغرب سيشهد عواصف “القطرة الباردة” التي ضربت فرنسا مؤخرا.

وفي هذا السياق، يرى الخبير البيئي رئيس جمعية المنارات الأيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، مصطفى بنرامل ، أنه “في ظل التغير المناخي الذي يشهده العالم والذي أدى إلى ظهور أشكل من الطقس المتطرف، أدت إلى انخفاض كبير أو ارتفاع مهول في درجات الحرارة”.
وتوقع بنرامل، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “يشهد صيف المغرب أعلى درجات الحرارة، كما حدث العام الماضي في أكادير، والتي يمكن أن تتجاوز خمسين درجة هذا العام”، منبها إلى أنه “من المعتاد أنه عندما يكون هناك ارتفاع لدرجات الحرارة لا بد أن يتبعها مجموعة من العواصف الرعدية أو العواصف المحملة بتساقطات مطرية كبيرة جدا، والتي تؤدي إلى انجرافات التربة، خاصة في المناطق الجبلية وفي وسط المغرب”.
وأضاف أنه “من المنتظر أن تخلف هذه الظواهر، حسب السيناريوهات والتوقعات المرتقبة، بعض الكوارث، سواء على شكل انجراف حواف الجبال أو التلال التي تكون في تركيبات جيولوجية هشة، خاصة تلك التي تعرف استيطان العديد من القرى المتناثرة في بعض مسارات الأودية التي يمكن أن يرتفع منسوبها وتؤدي إلى بعض الوفيات وتدهور للبنيات التحتية، سواء كانت منازل أو بنيات أخرى، كما وقع قبل 3 سنوات نواحي تارودانت أدت السيول إلى جرف ملعب لكرة القدم”,
وعن سؤال “آشكاين” إن كانت هذه العواصف المرتقبة شبيهة بما حدث في فرنسا، أوضح بنرامل أنها “لن تكون مماثلة، نظرا لأن النقطة الباردة في فرنسا جاءت انطلاقا من تيار هوائي بارد جدا يتواجد في جنوب أوروبا، ويكون على شكل خط من شمال إيطاليا وإسبانيا وجنوب فرنسا، وكرواتيا وصربيا إلى اليونان، حيث يوجد تيار هوائي بارد يأتي من القطب الشمالي، وهو ما يؤدي إلى ظاهرة القطرة الباردة”.
وعطفا على ذلك، سألت الجريدة الخبير المناخي ذاته، إن كان ما قاله يعني أن “ظاهرة القطرة الباردة” بعيدة عن المغرب، فأجاب بأنها “فعلا بعيدة عن المغرب، لكن التأثيرات بالنسبة للمغرب ستكون مماثلة، وفي حالة عرفت هذه التيارات قوتها فيمكن أن تزحف نحو الجنوب، كما وقع في التساقطات المطرية أواخر شهر مارس”.
ولفت الانتباه إلى أن “منطقة جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا تعرف تقلبات مناخية وظواهر مناخية جديدة، مثل “دانيال” و”مينيو”، انطلاقا من مجموعة من المؤثرات المناخية التي اجتمعت وأدت إلى ظهور كتل ضغط هوائية تؤدي لا محالة، إما إلى فيضانات أو أعاصير، ويمكن أن نشهد أعاصير مثل إعصار دانيال الذي ضرب درنة خلال السنة الماضية والذي أدى إلى كارثة”.