لماذا وإلى أين ؟

اليماني: مجلس المنافسة استسلم أمام شركات المحروقات وانحاز لشرعنة الأرباح الفاحشة

علق الحسين اليماني الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، على اعتبار التقرير الصادر عن مجلس المنافسة،  يوم الجمعة 12 يوليوز الجاري، حول تتبع تنفيذ تعهدات شركات المحروقات في الربع الأول من 2024، أن “شركات المحروقات حافظت على السعر  غم ارتفاعه دوليا”.

واعتبر اليماني، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “المجلس يؤكد من خلال هذا التقرير، استسلامه وعجزه في تدبير هذا الملف، مما يتطلب سحب ملف المحروقات من إختصاصات المجلس وإحالته على هيأة خاصة على غرار الوكالة المعمول بها في تقنين الاتصالات”.

وشدد الخبير الطاقي على أن “المغاربة مازالوا ينتظرون من المجلس، الكشف عن أسماء الشركات التسعة وعن طبيعة المؤاخذات الموجهة لها، بحيث أن المبدأ العام في القانون، ينص على وجوب تفسير وتكييف الجريمة وتحديد الفاعل، ولا يمكن بناء الأفعال والفاعل للمجهول”.

وأضاف المتحدث أن “واقع أسعار المحروقات، من بعد اتفاقية الصلح، لم يعرف أي تحسن أو تغيير، بل استمرت نفس الممارسات في التقارب أو التطابق بين الأسعار، مع تغييرها في نفس الفترة من قبل الفاعلين، مع استمرار الإذعان في العقود التي تجمع أغلب الموزعين مع محطات الخدمة الخاصة”.

ويرى اليماني أن “استمرار نفس الممارسات في التوافق حول الأسعار، يضع الفاعلين تحت طائلة فعل العود وعدم الاقلاع الطوعي عن المخالفات، مما يتطلب اعمال مقتضيات تشديد العقوبات المنصوص عليها في المادة 39 من قانون المنافسة.

وتابع أن “هوامش الأرباح من بعد التحرير، ارتفعت من حوالي 0.6 درهم للتر الى أكثر من 2 دراهم للغازوال (أكثر من 3 مرات) و اكثر من 2.7 دراهم للبنزين، خلافا لحسابات المجلس (1,46 للغازوال و 2.01 البنزين)”.

وتابع أن “المجلس يؤكد في تقريره، بأن السوق المغربية مغلقة وتغيب فيها مقومات المنافسة، بحيث أن 9 شركات من أصل 35 (26٪) تسيطر على 87٪ من السوق، وهو مؤشر قوي، حتى ينتهي المجلس عن الكلام في الموضوع، ناهيك عن عدم دخول أو خروج فاعل خلال فترة التقرير للسوق المغربية”.

وأكد على أن “القول في التقرير، بأن الشركات التسع ، تمتلك 80٪ من القدرات الإجمالية الوطنية للتخزين (1.2 من أصل 1.5 مليون طن), فهو كلام مجانب الصواب ، فهل نسى أو تناسى المجلس، بأن شركة سامير تمتلك لوحدها 1.8 مليون طن، أو أن المعطيات الخاصة بالمجلس تفيد بأن خزانات شركة سامير دمرت أو سيتم تدميرها”.

واسترسل أنه “عوض التصدي للممارسات المنافية لقانون المنافسة وحرية الأسعار، وفق الصلاحيات الموكولة للمجلس طبقا للدستور، يبدو بأن المجلس، انحاز بشكل جلي لمصالح الفاعلين على حساب حقوق المستهلكين ويسعى لشرعنة الأرباح الفاحشة وتطبيع المغاربة معها، علما بأن أرباح شركات المحروقات تضاعفت من بعد التحرير الأعمى، بدليل تزايد أرباحها الصافية واحتياطاتها المالية وقيمة أصولها”.

وخلص إلى أن “القانون يمنع تبادل المعلومات التجارية بين الفاعلين، وهي ربما من ضمن المؤاخذات التي لم يعلن عنها المجلس، فعلى أي أساس يجمع المجلس المعطيات التجارية للفاعلين، ومن يضمن عدم تقاسمها بين الفاعلين، وهل يؤكد المجلس ، بعدم وجود الشراء المشترك والتخزين المشترك بين الفاعلين، مما يسهل الاستمرار في التوافق حول الأسعار ورفعها للأعلى “.

ويأتي رد اليماني بعدما قارب مجلس المنافسة في تقرير حديث تطور هامش الربح الخام المحققة من لدن الشركات التسع الناشطة في سوف الغازوال والبنزيل، خلال الربع الأول من السنة الجارية.

وأكد التقرير الحامل لعنوان “تتبع تنفيذ التعهدات المتخذة من لدن شركات توزيع الغازوال والبنزين بالجملة في إطار اتفاقات الصلح المبرمة مع مجلس المنافسة” حفاظ الشركات على ثمن بيع المادتين في محطات الخدمة، رغم ارتفاع سعره على المستوى الدولي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 15:22

الشعب اصبح يتيما امام جبروت الشركات، في غياب معارضة تصدح بالحق وتحمي من طغيان الربح المتوحش.

مريمرين
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 09:03

..هكذا هي الليبرالية المتوحشة..

البيضاوي
المعلق(ة)
14 يوليو 2024 18:10

الكل استسلم في هذا الوطن المواطن استسلم أمام الغلاء الفاحش الذي بدأ بالمحروقات إلى المأكولات إلى العيد الكبير إلى المدارس الخاصة من نهار طلع المازوط وهو كلشي يشعل سبحان الله دابا البوطا تزادت غي عشرة ديال الدراهم وهو كلشي زاد شعل فين غادي نوصلو بهاد المصائب الدولة عوض ماتدعم المقاصة ناضت تاتعاون شي طائفة قليلة من الشعب وتاتعاون اصحاب الشركات فالدعم ديال المازوط وتاتعاون اللي دخل الكسيبة وتايبالكوم غي بالعقل واش هادشي عادي علاش داك الفلوس اللي تاياخدوها اللي مايستاحقوهاش ماتقسمش على المواطن اللي عندو دخل أقل من 5000 درهم آشمن مؤشر علاش كاتهضرو واش كاتفلاو على بنادم خاص الواحد حتى يكون مقطع عاد تعاونوه راه اللي مقطع معاون راسو بالسعاية والطلبة أما الأجير اللي داخ مابقا يعرف كي يدير راه هو اللي خاصو الدعم

ابو زيد
المعلق(ة)
14 يوليو 2024 17:13

مجلس على المقاص!! كغيره من المجالس الصورية حيث ان قاطنيها يخضعون لعملية تدوير بعد انتهاء مهامهم!!
في وقت هناك توجه عام يقضي باستخلاص اكبر للضرائب و متابعة المتهربين نتغاضى الطرف عن إهدار المال العام على مؤسسات لا تعود بالنفع على الشعب!!!
الحكامة في اكبر تجلياتها!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x