طلبة الطب يتظاهرون للتأكيد على مطالبهم والقوات العمومية تحاصر مسيرتهم (فيديو+صور)

حاصرت القوات العمومية وقفة احتجاجية حاشدة لطلبة الطب والصيدلة صباح اليوم الثلاثاء 16 يوليوز 2024 أمام مقر البرلمان، مانعة إياها من التحول إلى مسيرة.

وامتلأت الساحة المقابلة لمقر البرلمان بالآلاف من الطلبة الأطباء القادمين من مختلف كليات المغرب، للمطالبة بالاستجابة للمطالب المرفوعة منذ أشهر، عبر اتفاق توقع مضامينه في محضر رسمي يلزم الجميع.

وشدد المتظاهرون على ضرورة إلغاء نقطة الصفر التي أُعطيت لما يزيد عن 20 طالبا نتيجة مقاطعة الامتحانات، ورفع قرارات الحظر المُتخذة في حق مجالس الطلبة ومكاتبه، وإلغاء القرارات العقابية المُتخذة في حق 16 طالبا.

الطالب ياسين القادم من مدينة العيون للمشاركة في الإنزال الوطني، أكد أن “المسوؤلين يُرغمون الطلبة على الذهاب والانسياق وراء مسار السنة البيضاء، وأن أطباء المستقبل وإن كانوا يرفضون بشدة وبشكل كلي هذا المسار، فإنهم يعتبرون في ذات الوقت أن السنة البيضاء أفضل وأرحم من مستقبل أسود”.

وتأسف ذات المُتحدث في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، عن “غياب أي إرادة او استجابة حقيقية من طرف المسؤولين لحل الازمة، ما يدل على نيتهم في الدفع نحو هذا المسار، رغم غياب اي حجج منطقية ومقنعة تبرر رفض المسؤولين عن هذا القطاع للاستجابة للمطالب العادلة والبسيطة بما ينهي الاحتجاج”.

وحول مطالب الطلبة الأطباء، اعتبر ياسين أن “تحديد مدة التكوين الطبي في 6 سنوات غير ممكن إطلاقا حاليا، لان هذا القرار وإن أرادوا تطبيقه فيجب تطبيقه بشكل متدرج ابتداء من طلبة السنة الاولى، وليس اسقاطه على جل المستويات، لأن ذلك سيترتب عنه دراسة طالب في السنة الرابعة حاليا مثلا ثلاث سنوات بالنظام السابق، وإكمال باقي المسار بالنظام الجديد، ما يؤدي لضياع 1000 ساعة تقريبا، فلا هم تكونوا بناء على النظام البيذاغوجي القديم ولا على النظام الجديد، حيث النظام القديم يعتمد على تكوين طبي مدته 7 سنوات والنظام الجديد يعتمد على عدد ساعات تقارب 5000 ساعة، وهذا هو أصل المشكل”.

من جانبه، اعتبر عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن “مطالب الطلبة الأطباء عادلة ومشروعة وبسيطة جدا”، مضيفا بأن “معركة الطلبة الأطباء هي معركة الشعب المغربي ككل، لأن موضوع نضال الطلبة هو جودة التكوين والتأطير الطبيين، وهما مرتبطين بشكل مباشر بالسلامة الصحية للمغاربة”.

واستنكر القيادي الحقوقي ما اعتبره “عسكرة الشوارع والأزقة المحيطة بمبنى البرلمان لمواجهة وقفة سلمية للطلبة، وهي عسكرة تتنافى مع القوانين الوطنية على رأسها الوثيقة الدستورية، ومع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان خاصة الحقوق المدنية والسياسية”، بحسبه.

وأشار غالي لغضب الحركة الحقوقية على وصف وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي، الطلبة الأطباء، خلال اجتماعه خلال اجتماع مع عمداء كليات الطب بـ”الكلاب”، وهو “وصف مؤسف يتطلب استقالة الوزير من هذا المنصب”، على حد تعبير عزيز غالي.

في حين تساءلت أم أحد الطلبة عن “سبب غياب أي جواب على أزمة كليات الطلب وتوقيف تكوين ما يزيد عن 25 ألف طالب، رغم مرور ما يزيد عن 7 أشهر، ما وضع الطلبة في ضغوط نفسية كبيرة”، مطالبة بـ “تنازل وزير التعليم العالي عن تشدده مع الطلبة والاستجابة لمطالبهم”.

واستنكرت الأم “دعوة ميراوي الطلبة لاجتياز الامتحانات رغم انقطاعهم عن الدراسة لما يزيد عن 7 أشهر ودون توفير أي شروط لذلك”، متسائلة “هل ميراوي مرتاح الضمير وهو ينهج مثل هذه التصرفات مع الطلبة، وهل يرضى أن يعامل شخص أبنائه بمثل هكذا أسلوب؟”.