لماذا وإلى أين ؟

كارثة صحية بالعرائش.. نساء يلدن في العراء (فيديو+ وثائق)

تشتكي ساكنة جماعتي بني عروس  وتزروت من غياب الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي المتواجد بمركز الجماعة، رغم المناشدات التي وجهتها الهيئات المدنية بالتدخل العاجل لتصحيح الوضع.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين” من مصادرها، فإن “المرضى والنساء الحوامل وعموم الساكنة يجدون  أنفسهم  مضطرين لقطع مسافة تمتد لساعات للوصول إلى المستشفى الإقليمي بالعرائش للحصول على استشارة طبية بسيطة جدا”.

الإعلان المثبت بالمركز الصحي(أنظر الفيديو)

وأكدت المصادر أن “هذا الوضع دفع بنساء حوامل إلى وضع مواليدهن في الشارع، كان آخرها ما وقع في الأسبوع الماضي، حين وضعت سيدة مولودها في سيارة كانت تقلها إلى المركز الصحي، قبل أن تصطدم بإعلان وضعته إدارة المركز، تخبر فيه الساكنة أن مصلحة الولادة غير متوفرة ابتداء من يوم الخميس وحتى إشعار اخر، بسبب عدم توفر المولدات، وتطالبهم التوجه إلى أقرب مركز صحي أو إلى المستشفى الإقليمي بالعرائش أو المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، ما اضطر الحامل لوضع رضيعها أمام باب المركز”.

وحسب المعطيات المتوافرة، فإن لجنة إقليمية قررت زيارة المركز خلال هذين اليومين بعد تأزم الوضع، في محاولة لإيجاد حل، علما أن هذا المركز الصحي قد تقرر إيفاد لجنة له بتاريخ 16 ابريل 2024، وأقرت عند زيارتها بوجود مجموعة من الاختلالات والنقائص التي تهم بالأساس التدبير والتسيير بالمركز الصحي ببني عروس، ووعدت باتخاذ اجراءات لتصحيح الوضع إلا أن ذلك “بقي حبرا على ورق”، تقول مصادرنا.

وتعليقا على الوضع، قال المختار الوهابي، من ساكنة دوار افارنوا جماعة بني عروس ، إن “غياب الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي المذكور، “يعمق مآسي المرضى  من النساء والرجال والساكنة عموما ويؤرق بالها”، مؤكدا أن هذا الغياب “أثار امتعاض الساكنة التي تقصد المركز الصحي كلما استدعى الأمر ذلك”، مشيرا إلى أن “الوضع الحالي لا يبشر بخير”.

وشدد المتحدث، في تصريحه للجريدة على أن “المسافة الفاصلة بين جماعة بني عروس والمستشفى الإقليمي بالعرائش  تصل إلى حوالي 80 كلم، ما يفاقم معاناة المرضى في سبيل الحصول على أبسط العلاجات الطبية مضيفا أن مجرد الحصول على شهادة طبية للزواج او لاجتياز مباراة عمل تستدعي التنقل للعرائش او لطنجة أما الحالات الحرجة كالولادات  او لدغات الزواحف السامة او التسمم الغذائي… يكون أصحابها معارضين لأخطار قد تصل إلى الموت قبل الوصول الى مستشفيات المدن داعيا وزارة الصحة على مستوى المركز إلى النظر في هذا الغياب، الذي وصفه بـ”غير المبرر”، للطبيب الرئيسي

من جهته، وجه رئيس جماعة تزورت، مراسلة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، يشتكي فيها وضع “المركز الصحي  السالف الذكر”، مؤكدا في مراسلته أنه “يعيش على وقع غياب الطبيب الرئيسي منذ شهور، وأن إدارة المركز الصحي وضعت إعلانا مكتوبا على باب المركز الصحي تعلن فيه: “ توقف خدمات دار الولادة بسبب عدم توفر المولدات الى اشعار اخر وعلى  المرضى اللجوء الى خدمات المستشفى الإقليمي بالعرائش او المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة ”.

واعتبر رئيس الجماعة،  في مراسلته التي تتوفر “آشكاين على نظير منها،  أن هذا الإعلان “إهانة وتحقيرا للمواطنين بجماعة تزروت وبني عروس ”، منبها إلى أن “الوزارة الوصية على القطاع، ومن خلال مسؤوليها بالإقليم يجب ألا تكتفي بكتابة إعلانات على واجهة المستوصفات الطبية لتبرير الخصاص  في الأطر الصحية من الأطباء والممرضين”،

وشدد على أنه “لا يمكن لساكنة تفصلها حوالي 113 كلم عن أقرب مستشفى إقليمي أن تقبل هذه الإهانة والاكتفاء بوضع إعلان على نافذة المركز الصحي”.

وأضاف المسؤول في مراسلته أن “هذه الواقع فرض ضغطا كبيرا على سيارة الاسعاف الجماعية متسائلا عن من سيتحمل كلفة نقل المرضى عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى الاقليمي بالعرائش أو الجهوي بطنجة خصوصا وأن غالبية المرضى من الفقراء”.

ولفت الانتباه إلى أن “المركز الصحي بتزروت وببني عروس أضحت خدماته دون المستوى وبأن مجرد استخراج شهادة طبية للزواج أو لاجتياز مباراة عمل تستدعي التنقل الى طنجة او العرائش، أما الحالات الحرجة كالولادات أو لدغات الزواحف السامة او التسمم الغذائي فسيكون أصحابها معرضين لأخطار قد تصل إلى الموت قبل الوصول الى مستشفيات المدن”.

وطالب رئيس الجماعة من وزير الصحة “فتح تحقيق في حالة سيدة حامل وضعت مولودها نهاية الأسبوع الماضي أمام باب المركز الصحي، بعد أن رفضت إحدى الممرضات إدخالها للمستوصف بحجة عدم وجود طبيب رئيسي مشرف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x