2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فيضانات الجنوب الشرقي القاتلة تدفع جمعويين لدق ناقوس الخطر في المستقبل

تزامنا مع الفيضانات القوية التي خلفت، حسب مصادر محلية، خسائر بشرية ومادية جسيمة بالجنوب الشرقي للمملكة، تعالت أصوات لفاعلين جمعويين محليين، تُطالب الحكومة، بإيجاد حلول عملية مناسبة، تفاديا لتكرار ما وقع.
وشهدت عدة أقاليم بالمنطقة، خلال الأسبوع المنصرم، عاصفة مطرية عنيفة تسببت في خسائر فادحة، لعل أبرزها وفاة سيدتين، بدوار إماسين التابع لجماعة اغرم نوكدال بإقليم ورزازات، جرفتهما السيول مساء الجمعة الماضية.
وغمرت السيول المنازل والأراضي الزراعية، وتسببت في قطع الطرق المؤدية إلى عدد من الدواوير، مما عزل العديد من السكان. كما لقي العشرات من رؤوس الماشية حتفهم جراء هذه الكارثة الطبيعية.
في مواجهة هذه الأزمة، سارعت السلطات المحلية في المناطق المتضررة إلى حشد كافة الإمكانيات المتاحة للتعامل مع تداعيات السيول. كما تم تجنيد الآليات الثقيلة لفتح الطرق المتضررة، وتمكّنت فرق التدخل من فك العزلة عن بعض الدواوير والمداشر.
وارتباطا بموضوع الدعوات المحلية لإيجاد حلول، أكد نبارك أمراو رئيس جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة أن بناء سد بإقليم تنغير بات ضرورة مُلحة، وذلك في إطار البرنامج الوطني للماء الذي رصدت له، بتوجيهات ملكية، ميزانية تقدر بأزيد من 150 مليار درهما سنة 2023. كما نادى بضرورة إيجاد حل جدري لتوحل سد أقا-ن- وسيكيس.
وشدد الفاعل الجمعوي باقليم تنغير، متحدثا لجريدة ”آشكاين” على أنهم قد دقوا ناقوس خطر حول ما جرى من كارثة قبل عدة سنوات.
كما دعا أمراو، وزير للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، للقيام بزيارة تفقدية إلى المناطق المتضررة، قصد تقييم أضرار الفلاحين خاصة في المناطق الجبلية التي لحقتها أضرار غير مسبوقة ( اوسيكيس، مسمرير ، أموكر-تيدريت، و أيت سدرات الجبل …).
وطالبت ذات الجمعية المصالح المختصة بإيفاد لجنها للوقوف على حجم الدمار الفلاحي الذي لحق بالمنطقة والتعجيل بدعم إعادة إصلاح المساحات المزروعة وتعويض المتضررين ماليا وتقنيا في إطار صندوق الوقاية من الفيضانات واستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 .
في نفس السياق، كان البرلماني بالمنطقة، ابراهيم بنديدي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، قد وجه سؤالا كتابيا، قبل سنتين، إلى وزير التجهيز والماء، يؤكد فيه حاجة المنطقة إلى سدود تلية، بعد أن غابت حصة إقليم تنغير من البرنامج الوطني للماء، الذي أطلقه الملك.
ومنذ 2017، وجهت جمعية ”تيرسال” للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة، مراسلة على شكل طلب، إلى كاتبة الدولة المكلفة بالماء، فحواها مشكلة بيئية واقتصادية ملحة تواجه منطقة أمسمرير وإقليم تنغير، تتعلق توحل سد أقانوسيكيس.

وذكرت المراسلة أن السد الذي كان يعتبر حلا لمجموعة من التحديات المرتبطة بالمياه والفلاحة بالمنطقة، أصبح يشكل الآن تهديدا على البيئة وعلى الاقتصاد المحلي.
كما حذرت الجمعية حينها من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة الفيضانات التي تشهدها المنطقة بشكل متكرر، مما يهدد البنية التحتية والممتلكات.
هناك بعض الزراعات المستحدثة دات الدخل ولكنها لايمكن ان تصمد في وجه الفيضانات الجبلية بين الفينة والاخرى و التي تبقى تهديدا قائما في كل موسم، ولذى وجب التفكير في زراعات استراتيجية تقاوم الجفاف ،تشجع على الاستقرار وتصمد أمام السيول الجارفة، كالنخيل او اي زراعات مستدامة.