لماذا وإلى أين ؟

لماذا لم ترصد منظومة “إبلاغ” عصابة “مجموعة الخير”؟

تعد “منظومة إبلاغ” واحدة من المبادرات التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني قصد رصد الجريمة والانتهاكات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تصميمها خصيصاً لمراقبة المحتوى الضار وغير القانوني.

ومع ذلك، فإن انتشار فيديوهات أدمينات “مجموعة الخير” بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، اللائي يفتخرن بشكل علني بمبالغ مالية كبيرة قمن بتحقيقها في إطار عمل المجموعة قبل تفجر قضية النصب التي تحتل عناوين الصحف على المستوى المحلي والوطني، يثير تساؤلات جدية حول فعالية هذه المنظومة وقدرتها على القيام بدورها بفعالية. فهل فشلت منظومة “إبلاغ” في رصد عملية النصب الكبرى قبل نجاح المتورطين فيها في تحصيل مبالغ خيالية من الضحايا.

“أدمينات” يستدرجن ضحايا بالمئات

بحث بسيط على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن من الاطلاع على عدد كبير من الفيديوهات التي استعملت من طرف من يسمون بـ”الأدمينات” وهن مسيرات لمجموعات على مواقع وتطبيقات التواصل مخصصة للمساهمات والمساهمين في العملية الشبيهة بالتسويق الهرمي، (استعملت) من أجل استدراج الضحايا للاعتقاد أنهم يمكن أن يحققوا أرباحا طائلة، ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا حول نجاعة الأنظمة الاستباقية للسلطات، وكيف لم يتم رصد عملية النصب هاته، رغم أنها ليست بالجديدة بل سبقتها عمليات نصب أخرى راحت ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين.

مصادر “آشكاين”، كشفت أن هؤلاء “الأدمينات” كن يسيرن مجموعات على تطبيقات “واتساب” و “تيليغرام”، تضم ما بين 100 و 500 شخص لكل مجموعة، مما يجعل عداد الضحايا يصل إلى الآلاف، بعضهم اختار تقديم شكاية بشكل انفرادي وآخرون بشكل جماعي، بينما فضل البعض عدم تقديم شكاية على الإطلاق، ليفوق عدد الشكايات لحدود الآن الألف شكاية.

مأساة بسبب “مجموعة الخير”

ولم تخلوا قضية “مجموعة الخير” من أزمات إنسانية، حيث اهتزت منطقة بنديبان بمدينة طنجة، مساء الخميس 8 غشت الجاري، على وقع حادثة مأساوية، حيت أقدمت إحدى القاطنات بالحي، وهي امرأة أربعينية على وضع حد لحياتها بشرب مادة “الماء القاطع” داخل منزل لأسرتها بالعرائش. وقد استدعت الحادثة تدخل السلطات المحلية، حيث تم نقل الهالكة إلى المستشفى الجامعي بطنجة من أجل تلقي الإسعافات اللازمة، لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك.

وحول أسباب إقدام الهالكة على فعلها، يرجح أن السبب الرئيسي هو تورطها في عملية نصب كبيرة تتعلق بالتسويق الهرمي، والذي تديره المجموعة التي تسمى “مجموعة الخير” في مدينة طنجة. وفقًا للمصادر المحلية، كانت الهالكة تلعب دور “الأدمينة”، وهي المسؤولة عن جمع الأموال من المشاركين في هذا النوع من التسويق الهرمي، حيث قامت بجمع مبالغ من محيطها قبل أن تتفاجأ بخبر عملية النصب. مما جعلها تغادر مدينة طنجة صوب العرائش، هناك قامت بوضع حد لحياتها.

أكثر من 30 مليار سنتيم مفقودة

وقالت مصادرنا، أن المبالغ المفقودة التي تضمنتها الشكايات، فاقت إلى حدود كتابة هاته الأسطر الثلاثين مليار سنتيم، لاتزال مفقودة، ولاتزال التحقيقات تعكف على الوصول إلى مصيرها.

وأضافت المصادر، أن قائمة المتهمين طويلة، بينهم تسع نساء ورجلين يتابعون في حالة اعتقال، بعضهم صرح خلال مثوله أمام أنظار النيابة العامة حسب مصادرنا، أنه لم يكن مستفيدا من عمليات “مجموعة الخير” إنما هو ضحية أيضا مثل عدد من “الأدمينات” الأخريات.

هل فشلت منظومة “إبلاغ” ؟

في ظل تصدر قضية “مجموعة الخير” لعناوين الصف، يتسائل متتبعون حول منظومة الرصد الاستباقي للجريمة الإلكترونية بجميع أنواعها، وعل رأسها منظومة “إبلاغ” في رصد عملية النصب الضخمة، بيد أن مهمتها الأولى هي التعامل مع المحتوى الإلكتروني والتبليغات حول المحتوى الإلكتروني الذي قد ينطوي عن أفعال إجرامية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x