لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة: التراشق بين “البيجيدي” و”البام” يخلق “الشُّو” ويفقد الثقة في السياسة (حوار)

وجه حزب العدالة والتنمية تهما ثقيلة ذات طابع جنائي إلى وزراء حزب الأصالة والمعاصرة في ظل التراشق الحزبي بين قادة الحزب.

وعلى رأس هذه الاتهامات، ما عبر عنه الأمين العام لـ”البيجيدي” عبد الإله بنكيران، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، خلال استعدادات للانتخابات البرلمانية الجزئية بدائرة الرباط المحيط الأحد الماضي، حيث اتهم(بنكيران)  وزير العدل والأمين العام السابق لـ”البام”، عبد اللطيف وهبي “بنشر الفساد عبر تشريع العلاقات الرضائية”، مشيرا إلى أنه “وزير فساد ولا يجب ان يبقى في حكومة امير المؤمنين”.

كما اتهم الكاتب الوطني لشبيبته “البيجيدي”، عاد الصغير،  وزير الشباب والثقافة والتواصل والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة محمد مهدي بنسعيد “بتوزيع الأموال على أصحاب المخدرات“، ضمّنها خلال اتهامه  لبنسعيد بـ”حرمان” شبيبة “المصباح” من منحة التغذية الخاصة بالملتقى الوطني 18 لشبيبة المصباح.

وتثير هذه الاتهامات تساؤلات عما قد تخلفه من تبعات قانونية تتحرك معها النيابة العامة، وما قد يترتب عن ذلك من أثر على مشاركة الشباب في العمل السياسي، وهو ما دفعنا لاستضافة أستاذ العلوم السياسية بجامعة والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، في فقرة ضيف السبت لهذا الأسبوع.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية.. كيف ترون تشبث بنكيران في خرجاته بـ”شيطنة” حزب الأصالة والمعاصرة؟

في الحقيقة بنكيران متشبث في خرجاته بنهجه السابق، الذي من خلاله استطاع أن يحصد نتيجة كبيرة جدا، وهو يعتمد الخطة الناجحة التي كانت أساس حصوله على الكثير من الأصوات.

لكن مواصلة نفسه المنهجية في السياق الحالي، لا يخدم بأي شكل من الأشكال طموحات حزب الدالة والتنمية، وخاصة طموحات بنكيران، لتحقيق المكاسب السياسية التي كانت تتحقق في السابق، والسبب هو أنه في السابق كان هذا النهج معتمدا من قبل غالبية الأحزاب، لأننا لاحظنا الخطاب الشعبوي الذي كان في وقت من الأوقات بين بكيران وإدريس لشكر وإلياس العماري وغيرهم، وكان هو النهج الذي تم اعتماده من قبل القيادات الحزبية آنذاك.

والآن، نلاحظ أنه لم يعد هذا النهج معتمدا كما كان في السابق، ما يعني أن استمرارية بنكيران في اعتماده هذا النهج قد لا يؤتي أكله كما كان في السابق، لأن الأحزاب الأخرى غيرت من نهجها وربما تعتمد نهجا آخر ابتعد نوعا ما من ذلك الخطاب الشعبوي الذي ميز المرحلة السابق، خاصة قبل انتخابات شتنبر الماضي

طيب..ما هي الآثار القانونية لاتهام بنكيران لوهبي بنشر الفساد الجنسي وهي تهم يجرمها القانون المغربي؟

وكأن هناك توافقا بين النخب الحزبية في المغرب على عدم اللجوء للقضاء في ما يخص هذا النوع من الاتهامات.

وكأن الأسلوب متوافق عليه ومسموح به، ولذلك لا نجد أن هناك سوابق تفيد أن حزبا معين لجأ للقضاء ضد أمين عام حزب آخر.

وهذا يعطينا انطباعا بأن القانون لا يسري على الخطاب المتفشي بين مكونات النخب الحزبية المغربية، وهذا الأمر سبق لوزير العدل السابق مصطفى الرميد أن أجاب عنه، بأنه عادة لا يتم اللجوء للقضاء فيما بين الأمناء العامين للأحزاب خاصة أن هناك شبه توافق وتراض على هذا النهج.

هل في نظركم ستتحرك النيابة العامة تجاه اتهامات الكاتب الوطني لشبيبته “البيجيدي” للوزير بنسعيد “بتوزيع الأموال على أصحاب المخدرات” ؟

هذا القاموس المعتمد حاليا من طرف النخبة الحزبية وكأنه أصبح قاموسا مبتذلا، لأنه كثيرا ما سمعنا مثل هذا الكلام، وأحيانا يستعمل كلام قاسي وبتهم ثقيلة جدا، قد تجعل النيابة العامة تتحرك لتنقية القاموس الحزبي من هذا النوع من الكلمات والاتهامات، وربما لن تتوقف هذه السلسلة عند هذا المستوى بين حزب العدالة والتنمية والبام، بل قد يأخذ أبعادا خطيرة جدا إذا ما تم تحريك المسطرة وأصبحنا نحشر القضاء، وخاصة النيابة العامة، في مثل هذه الملفات، لن يكون هناك أي إمكانية لوقف هذا المسلسل.

لأنه في غالب الأحيان نسمع على جميع المستويات، المحلية أو الوطنية، هذا النوع من الاتهامات تتكرر، لذلك لا يتم حشر القضاء في مثل هذه الأمور، وهذا أمر ليس مرتبطا فقط بالمغرب، بل حتى في الأنظمة المقارنة نجد هذا النوع من الخطاب سائدا، خاصة في الحملات الانتخابية، فإذا تتبعنا، مثلا، المناظرة التلفزية بين المرشحين للرئاسيات الأمريكية نجد كيف كانت نوعية الاتهامات، وكيف كانت التشريعات الفرنسية ونوعية الاتهامات.

وعلى المستوى الحزبي في المغرب، يبدو أنه مباح ولا يسري القانون على هذا النوع من الاتهامات وتبقى مرتبطة بحملات انتخابية ولا يتم حشر القضاء في هذا النوع من الخطاب.

تبعا لذلك.. ما أثار هذه النوع من التراشق على انخراط الشباب في العمل السياسي؟

بالفعل أنه يتم تسويق صورة سلبية للغاية، ونحن نعلم أن الإشكال الكبير الذي يعاني منه الحقل السياسي بالمغرب هو إشكالية الثقة، خاصة ثقة الشباب في العمل السياسي.

فهذا النوع من الخطاب، والأسلوب المعتمد  بين النخب الحزبية، غالبا ما يكرس انعدام الثقة في العمل الحزبي ويعطي للشباب مبررات للابتعاد عن العمل الحزبي، ولكن في نفس الوقت فهو يخلق نوعا من “الشو” أو العرض الذي يحفز الشباب على المتابعة وجذب الشباب لمتابعة الشباب لمعرفة أين سينتهي المسلسل.

ولذلك، فهو لديه سلبيات عديدة ويكرس انحصارا، إذا لم نقل انحطاطا في الخطاب الحزبي، ولكن في نفس الوقت أقول، إنه يمنح بعض الفرجة التي تدفع الشباب لمتابعة أطوار هذه المسلسلات التي تقع بين الأمناء العامين للأحزاب وبين الصف الأول لقيادات الحزبية التي تلجأ إلى هذا الخطاب.

ففي بعض الأحيان نلاحظ وكأنه ليست هناك خطوط حمراء وليست هناك طابوهات بين النخب الحزبية، حيث أن كل شيء مباح، وهو ما يترك انطباعا معينا لدى فئة الشباب بالخصوص.

لذلك فهناك جوانب سلبية عديدة جدا، ولكن هناك بعض الجوانب الإيجابية تبقى محدودة جدا، خاصة أنه يمنح نوعا من الفرجة بشأن ما يحدث بين زعماء الأحزاب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x