لماذا وإلى أين ؟

شاكري: المغرب من بين أكثر الدول عرضة لمخاطر التغيرات المناخية (حوار)

شهدت مناطق مختلفة من المملكة المغربية؛ خاصة في منطقة الجنوب الشرقي، تساقطات رعدية جد قوية تسببت في فيضانات أسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات.

ويتساءل عدد من المواطنين عن أسباب هذه التساقطات الرعدية القوية في مثل هذه الفترة من السنة، وكيفية فهم مثل هذه الظواهر المناخية التي تشهدها المملكة وسبل التصدي لها أو الوقاية منها على الأقل، لأجل ذلك؛ تستضيف الصحيفة الرقمية “آشكاين”، في فقرة حوار “ضيف السبت” لهذا الأسبوع، الخبير والمستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، سعيد شاكري.

في ما يلي نص الحوار:

بداية، كيف يمكن فهم كميات الأمطار التي تسببت في فيضانات عدة بالمغرب خلال هذه الفترة من السنة؟

هذه الفترة من السنة تعرف بعض مناطق المغرب زخات رعدية نتيجة لارتفاع الحرارة؛ خاصة إذا شهد فصل الصيف درجات حرارة جد مرتفعة، وبالتالي تكون مثل هذه الزخات الرعدية. لكن الجديد هذه السنة يتمثل في أن السحب المدارية التي تكون في الغالب جافة وتذهب أفقيا جنوب المغرب صوب البحر؛ صعدت هذه المرة صوب وسط المغرب.

عندما ارتطمت هذه السحب المدارية بجبال الأطلس تصعد للأعلى وتلتقي بحسب باردة ما تسبب في هطول أمطار بالحدة والشدة والقوة التي شهدتها بعض مناطق المغرب. الأمر عادي؛ لكن بسبب التغيرات المناخية تغيرت المنظومة المناخية بشكل عام ما أدى إلى مثل هذه الظواهر.

وكيف يمكن التصدي لمثل هذه التغيرات المناخية أو الوقاية منها على الأقل؟

في مثل هذه الظروف وفي ظل هذه المنظومة المناخية الجديدة يصعب التوقع بحدوث هذه الظواهر، إلا أنه في بعض الحالات؛ مثل الفيضانات يمكن أن تكون هناك إنذارات مبكرة؛ تحمي أرواح المواطنين على الأقل، فعندما تكون التساقطات شديدة وترتطم بالأرض الصلبة بسبب الجفاف يكون تجمع الماء سريعا جدا ما يتسبب في الفيضانات.

تكون لدينا في المغرب إنذارات مبكرة وتوقعات جوية مسبقة نظرا للصور الجوية التي تعطينا حركة هذه السحب، وبالتالي يمكن من خلالها توقع مدة مناسبة تسمح بتجنب مجموعة من الخسائر، وتبقى مدى قابلية المواطنين وتفاعلهم مع الإنذارات التي تعلن من المصالح المختصة.

طيب، وهل يرتقب أن تشهد مناطق أخرى كميات كهذه من الأمطار في المستقبل القريب؟

المنظومة المناخية تعرضت لخلل بسبب التغيرات المناخية؛ وفي هذه الحالة يصعب أن تكون هناك توقعات صحيحة ويتم احتساب سرعة السحب بدقة، لكن مع وجود آليات المراقبة يمكن أن نتنبأ بحدوث بعض هذه الظواهر.

حدثت هذه الظاهرة اليوم في الجنوب الشرقي المغربي، لكن يمكن أن تمتد إلى مناطق أخرى؛ من بينها شمال المغرب التي يمكن أن تشهد ظواهر مناخية أخرى؛ خاصة أنها كانت تعرف مثل هذه الزخات المطرية بين الفينة والأخرى.

يجب الإستعداد لمثل هذه الظواهر المتطرفة من أجل تجنب الخسائر، خاصة أن مثلها يمكن أن يشهدها العالم في أية لحظة؛ كما يمكن أن يشهدها المغرب بشكل خاص، بسبب تواجده في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر منطقة ساخنة من ناحية التغيرات المناخية ويشهد تقلبات أكثر من المناطق الأخرى بنحو ٪20.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x