تطرح عمليات الاغتيال الإسرائيلية الأخيرة لقادة حزب الله اللبناني، وقبلهم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وقيادات إيرانية، مجموعة أسئلة عن مدى الاختراق الذي مارسته إسرائيل ضد ما يُعرف بـ”محور المقاومة”.
لكن السؤال الأبرز طُرح منذ، الجمعة الماضية، حيث استهدف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وهو الشخص الأول في الحزب الذي يدخل حربا جديدة مع إسرائيل، ومعروف مدى التحصينات الأمنية المحيطة به، وعدد الأشخاص الذين يعرفون خارطة تحركاته.
معلومات متضاربة بشأن كيفية معرفة إسرائيل مكانه، وهي الدولة المتقدمة بالمجال التكنلوجي، لكن ذلك قد لا يكون كافيا من دون وجود مصادر بشرية على الأرض.
نقلت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، السبت، عن مصدر أمني لبناني قوله إن “إسرائيل تلقت معلومات استخباراتية من مصدر إيراني، عصر الجمعة، تفيد بوصول متوقع لنصر الله، إلى مقر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ويرد على هذه المزاعم الباحث الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوردي، في مقابلة مع قناة “الحرة”، ويقول إن “إسرائيل تحاول خلق شرخ بين إيران وحلفائها في المنطقة، لكن لا أحد يهتم ويستمع لها، ولا أحد يعطيها أهمية”.
ويضيف أن إسرائيل “تثير السخرية بهذه المعلومات، بدلاً من أن تكون معلومات استخباراتية”.
فيما يرى الباحث الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط توماس واريك، أن “النظام الإيراني مخترق من قبل استخبارات إسرائيلية متمكنة جداً. وأخفقت إسرائيل في رصد هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر. لكن بعد ذلك تحققت نجاحات للاستخبارات الإسرائيلية”.
ويضيف في مقابلة مع قناة “الحرة” أنه “من دون شك، سنصل للحقيقة حول كيف عرفت إسرائيل عن موقع نصر الله. هذه المعلومات تتضح بعد أن ينجلي الغبار”.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن “الوحدة 8200 سبب رئيسي لنجاح العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في لبنان”.
وتضيف أن “الوحدة قامت منذ عام 2006 بعمل مكثف لاختراق حزب الله، بالتجسس على وسائل الاتصال، ولمراقبة انتشاره جغرافيا بشكل حثيث بالأقمار الاصطناعية والمسيرات، وتحليل أي تغيير على الأرض لرصد مخازن الأسلحة، وإرسال فرق تجسس نخبوية وراء الحدود، في عمل دؤوب استعدادا للمواجهة”.
يقول شاوردي إن “الولايات المتحدة الأميركية والغرب كله يقف خلف إسرائيل ويزودها بالأسلحة الفتاكة، ويزودونها بكل المعلومات التي تحتاجها. الأقمار الصناعية الأميركية تعمل على مدار الساعة وترسل الصور لإسرائيل. تصور حتى داخل إيران، المنشآت العسكرية، والنووية”.
ويشير الباحث الإيراني إلى ضرورة “الاعتراف بأن الغرب متقدم بشكل كبير في مجال جمع المعلومات”.
وتنقل وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بـ “المطلعة”، السبت، أن “نصر الله، كان أكثر حذرا عقب تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي استهدفت عناصر الحزب خلال الأسابيع الماضية، ما يدل على فشل استخباراتي في صفوفه”.
ويعتقد توماس واريك، أن “عملية اغتيال نصر الله، تمت على الأرجح بالطريقة التقليدية من خلال تجنيد جواسيس في الميدان. أعتقد أن هذا ما حدث”.
وبالنسبة لحزب الله تحديدا، “يتعين أن يدركوا الآن بأن نظمهم الاتصالاتية مخترقة، وهذا ساعد الإسرائيليين في التعرف على مكان وجود نصر الله نهار الجمعة”، وفقا للباحث الأميركي.
ويشير واريك إلى أنه في الأسابيع المقبلة “سنعرف إذا ما حصلوا على المعلومات من مصدر إيراني أم لا”.
متابعة
موت قاسم سليماني كان البداية، أدرك نظام الملالي المتحكم بايران ان الوضع الجيوستراتيجي بالشرق الأوسط سيتغير لا محالة، و لاستمراره في الوجود بدا أنه بدأ بالتضحية بالزعماء و الكوادر، ربما كانت مواقف الرئيس المنتخب سببا وراء سقوط طائرته و موته…. موت هنية و عدم أخد الثأر لمقتله وتساقط زعماء حزب الله زمرا يؤكد بالملموس دناءة و حقارة نظام الملالي الذي سيستمر في خلق الجماعات التي تخدم مصالح اسراءيل حسب كل مرحلة في الزمان و المكان….. و في نفس الوقت تكريس التفرقة و الشتات داخل و بين المجتمعات الإسلامية