لماذا وإلى أين ؟

رفض “بريكس” طلب الجزائر نتيجة فقدانها لعلاقتها مع روسيا (الشيات)

أعلنت الجزائر عبر منبر حكومي غلق ملف انضمامها إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية المؤلفة من الدول المؤسسة، ممثلة في البرازيل وروسيا والهند و الصين وجنوب أفريقيا.

وجاء إعلان الجزائر عبر يومية المجاهد الحكومية بالتزامن مع لقاء جمع وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف بنظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الأحد 29 شتنبر 2024.

لم تكتف الجزائر بهذا الإعلان بل اتهمت دولة الإمارات بالوقوف وراء القرار، ووصفتها بـ”الإمارة الصغيرة”، حيث قالت إن “إمارة خليجية صغيرة كانت وراء ممارسة التحريض لدى دولة عضو في منظمة بريكس. بهدف دفعها إلى رفض طلب الجزائر بالانضمام”.

وتعطي هذه الخرجة “الغريبة” من النظام الجزائري المجال للتساؤل عما إن كان ما أعلنت عنه الجزائر عبر إعلامها مرده  فقدانها الأمل في الانضمام لهذا التكتل، وعلاقة ذلك بوضع علاقات روسيا والجزائر، وما الغابة والتبعات من اتهام الإمارات.

وفي هذا لسياق، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات،  أنها “أول مرة يرى بأن دولة تعبر عن موقفها فيما يتعلق بعدم الانضمام إلى منظمة دولية، فالتعبير عن الانضمام يكون منطقيا لكن التعبير عن عدم الانضمام فهو أمر مستجد في منظومة العلاقات الدولية والقانون الدولي، ويمكن أيضا إضافته لمقررات الدراسة حتى يتم فهم مغازيه ومعناه”.

ويرى الشيات أن “حقيقة الأمر هو أن هذا النوع من العنتريات التي تحاول الحكومة الجزائرية تسويقها عن نفسها، بأن لديها أولا قدرات خارقة في مقابل كل القوى العالمية، ثانيا أن لديها عداوات متعددة وهي في محل تهديد مستمر من طرف جهات مختلفة متآمرة ضدها أيضا، وهي تشرك (الجزائر) في ذلك كل ما تراه مناسبا لتوريط الشعب الجزائري في هذه اللعبة المكشوفة التي تعتقد أنها تستطيع أن تسيره من خلال هذا النمط الذي يجعلها تهدد وجود الدولة الجزائرية”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي ما يتعلق بعلاقتها بروسيا أكد الشيات على أن “الجزائر فقدت جميع البوصلات، فهي فقدت علاقاتها بروسيا بالاقتراب من الولايات المتحدة دون حسابات دقيقة، وفقدت كل علاقاتها الخارجية ولم تعد لديها علاقات حقيقية في منظومة القانون الدولي”.

وأرجع ذلك إلى “مستوى التنطع والمستوى البدائي الذي تتعامل به الجزائر مع الدول، ومع محيطها أساسا، إذ كيف يمكن لدولة كالإمارات أن تحرض دولة كروسيا على عدم قبول الجزائر كعضو، وكأنه لعب أطفال حينما يتآمر أطفال ضد طفل آخر، في حين ان هذا الأمر لا يستقيم في العلاقات الدولية”.

وأبرز المتحدث ان “رفض طلب الجزائر انضمامها للبريكس تحكمه مبررات موضوعية، أولها أن الجزائر غير وفية لالتزاماتها الدولية ولتحالفاتها التاريخية مع روسيا، ثانيا أن الجزائر ليست اقتصادا صاعدا ولا تملك تنوعا في هذا الاقتصاد، ولا يمكن أن تضيف شيئا على مستوى هذه المنظم”,

وخلص إلى أن “الجزائر دولة مستهلكة وتفقد يوميا قدراتها المالية على مستوى العملة الوطنية، كما أنها معادية لمحيطها وغير اندماجية، حيث لا تؤمن بالاندماج والتقارب والتعاون بل تؤمن بالهيمنة والسيطرة وبلقنة المحيط والجيران، وهي عوامل ضمن أخرى استراتيجية كعلاقة روسيا بمالي، والتدخل السيء للجزائر في علاقتها بمالي والتشاد والنيجر وغيرها، وكلها أسباب موضوعية لعدم حماس روسيا لكي لا تكون الجزائر ضمن هذه المنظمة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
خالد
المعلق(ة)
1 أكتوبر 2024 15:42

عندما يكون العسكر في مراكز القرار هذي هي النتيجة ومع الأسف الشديد الجزائر ومند تخلي فرنسا عن هذي المقاطعة استولى عليها العسكر مند ايام بوخروبة إلى يومنا هذا
ليرى الناس مع من حشرنا الله في الجوار

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x