2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ماذا يحدث بين قادة “الأحرار” بأكادير

يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود التحالف الحكومي والآلاف من المؤسسات المنتخبة على الصعيد الوطني، أصبح “يمرض” على مستوى مدينة أكادير التي راهن عليها الحزب خلال الانتخابات السابقة ونجح في ذلك، حيث يترأس الأغلبية الساحقة من المؤسسات المنتخبة ليس فقط على مستوى عاصمة وسط المملكة؛ بل على الصعيد الجهوي كذلك.
“مرض” حزب “الحمامة” على صعيد مدينة أكادير وأكادير الكبير ظاهر للمتتبع السياسي المحلي منذ أشهر عدة، قبل أن يتفجر خلال انعقاد دورات المجالس المنتخبة لشهر أكتوبر الجاري؛ حيث عرفت جل الجماعات الترابية صراعات بين مكونات الأغلبية، والتي تنتهي بـ”بلوكاج” تتعطل به مصالح المواطنين.
إن كانت الصراعات بين المنتخبين في حزب “الأحرار” ظاهرة للعيان، فإن الصراعات بين “قادة” الحزب بالمدينة ظلت في الخفاء إلى أن تفجرت هي الأخرى خلال مجريات دورة جهة سوس ماسة، حيث اندلع خلاف بين رئيس الجهة، كريم أشنكلي الذي يشغل منصب منسق جهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة؛ بعدما كان في حزب “البام”، ونائبه بمجلس الجهة، رشيد بوخنفر، الذي يشغل منصب المنسق الإقليمي للحزب بأكادير إداوتنان؛ بعد انفصل عن حزب “الكتاب”.
الصراع بين قيادة “الحمامة” بأكادير ظهر حين حدث نقاش بسيط بين أشنكلي وبوخنفر في مجريات دورة جهة سوس ماسة، قبل أن يفقد الرئيس أعصابه وخاطب نائبه بلهجة تفيد بأن الصراع وصل أوجه؛ قائلا “إلى بغيتي دير الفوضى سير لبرا”، ما تسبب في إحراج المنسق الإقليمي للحزب أمام الوالي وزملائه بالمجلس ليغادر القاعة، وفق معطيات “آشكاين”.
المعطيات التي توصلت بها “آشكاين”، تفيد أن رئيس الجهة والمنسق الجهوي لحزب “الحمامة”، كريم أشنكلي، أصبح يتضايق من تواجد بوخنفر وتقربه من رئيس الحزب عزيز أخنوش، ولفته الإنتباه وجذب الأضواء داخل الحزب بدلا من المنسق الجهوي، خاصة أن “الشيوعي” السابق يحضى بثقة من رئيس الحزب والحكومة.
ومن جهته، يشعر بوخنفر بتجاهل من المنسق الجهوي للحزب ورئيس الجهة، حيث يتعامل هذا الأخير، وفق ما توصلت به “آشكاين”، بمعاملة تفضيلية مع نوابه من أحزاب التحالف في الجهة؛ خاصة الإستقلال والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، في ما يحاول تقزيم بوخنفر.
المعطيات ذاتها، تشير إلى أن محاولة تقزيم أشنكلي دور بوخنفر في حزب “الأحرار” يأتي بدرجة أولى بسبب دوره الذي يصبح يتسع داخل الحزب، ومن جهة أخرى، بسبب فشله في تدبير الخلافات التي يعرفها الحزب على مستوى إقليم أكادير إداوتنان، حيث تمزقت كل المجالس الترابية بسبب الصراعات؛ وبدأت “الحمامة” تموت “حزبيا” في تلك المناطق.