شهدت إسبانيا فيضانات مفاجئة، ناتجة عن عاصفة “دانا” التي ضربت جنوب شرق إسبانيا منذ يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، مخلفة أزيد من 60 قتيلا على الأقل، وعشرات المفقودين، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مركز تنسيق الطوارئ في فالنسيا.
وأدت هذه العاصفة الناتجة عن تحرك كتل هوائية باردة سببتها عاصفة دانا، إلى إغلاق المدارس والحدائق العامة بأمر من السلطات الإسبانية التي دعت المواطنين إلى البقاء في منازلهم وإلغاء جميع الرحلات غير الضرورية، تحسبا لاشتداد العاصفة.
ويثير وصول هذه العاصفة إلى إسبانيا، تساؤلات مقلقة لدى متتبعي الأرصاد الجوية، عن إمكانية امتدادها إلى المغرب القريب جغرافيا من هذه الدولة الأوربية.
وفي هذا السياق أوضح مسؤول قسم التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، الحسين يوعابد، أن “ظاهرة المنخفض الجوي “دانا” تشكلت نتيجة نزول كتلة باردة، انفصلت عن التيار النفاث البارد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي”.
وأكد يوعابد في تصريح لـ”آشكاين”، أن “هذا المنخفض أدى الى عدم استقرار في الأجواء، مما سبب أمطارًا غزيرة، وعواصف رعدية شديدة، ورياح قوية ألحقت أضرارًا كبيرة ليلة الثلاثاء والأربعاء جنوب شرق إسبانيا، حيث تلاقت كتلة هوائية دافئة ورطبة قادمة من البحر المتوسط مع هواء بارد في الطبقات العليا، وهذا الاختلاف في درجات الحرارة والرطوبة ساهم في حدوث تيارات هوائية صاعدة وأمطار غزيرة”.
ونبه إلى أن “منطقة جنوب شرق إسبانيا تأثرت بشكل كبير بسبب مناخها المتوسطي ووجود كتل هوائية رطبة ودافئة بحوض المتوسط مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات قوية”، مشيرا إلى أن “هذه العاصفة تثير كذلك على بلادنا بين الفينة والأخرى سحب كثيفة مرفوقة بأمطار أو زخات رعدية أحيانا والتي همت المناطق الشمالية والوسطى للبلاد، كذلك مرتفعات الأطلس والريف، وبعض المناطق الشرقية، كما همت تساقطات ثلجية مرتفعات ألأطلس الكبير والمتوسط”.
وأضاف المسؤول ذاته أن “المغرب جاء في الجهة الجنوبية والأقل قوة مقارنة بجنوب شرق إسبانيا، ولكن خلال يوم الثلاثاء تسببت هذا المنخفض في تساقطات مطرية وصلت الى 100 ميليمتر سجلت بطنجة المتوسط و 84.0 ملم بالفنيدق”.
وبخصوص التوقعات، نظرا لكون هذه العاصفة تهم بشكل رئيسي جنوب إسبانيا، أكد يوعابد أن “المغرب بدوره يتأثر بهذه العاصفة ولكن بشكل أقل حدة، ويتوقع بحول الله اليوم أن يكون الطقس ممطراً، حيث ستشهد منطقة طنجة، اللوكوس، غرب الريف، داخل الغرب، شمال سايس، والسهول شمال الصويرة تساقطات مطرية، كما سيكون الطقس غائماً جزئياً مع احتمال هطول زخات متفرقة على منطقة سايس وهضاب الفوسفات وأولماس”.
وبالنسبة ليوم غد الخميس، أضاف يوعابد أن المديرية تتوقع أن “تكون هناك أمطار خفيفة متفرقة على منطقة طنجة، اللوكوس، الغرب، غرب الريف، وغرب منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع احتمال تساقط قطرات مطرية متفرقة على السواحل الأطلسية شمال الصويرة، فيما ستكون الأجواء باردة نسبياً مع تشكل صقيع محلي في مناطق الأطلس والهضاب العليا الشرقية. كما ستشهد السواحل الشمالية هبات رياح قوية نسبياً”.
وخلص إلى أن “يوم الجمعة سيستقر فيه الطقس تدريجيا رغم بقايا مطرية متفرقة على الساحل المتوسطي، الأطلس، والسواحل الأطلسية الشمالية والوسطى، وسيكون الطقس باردا بالمرتفعات”.
قال هذا الخبير توقعات قريبة ولم يقل لنا توقعاته عن هذه التيار الهواىي الذي ضرب إسبانيا ومداه على السواحل المغربية في المتوسط.