2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في أعقاب الفيضانات الكارثية التي ضربت منطقة فالنسيا الإسبانية، سلطت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية واسعة الانتشار الضوء على الدور الحاسم الذي لعبته فرق الإغاثة المغربية في تسريع جهود تنظيف قنوات الصرف الصحي المتضررة، ووصفتهم بأنهم “محاربون من الصحراء يعملون دون توقف ودون طعام”.
عملية استثنائية: أكثر من 800 كيلومتر من التضحية
تحدثت الصحيفة عن طاقم مغربي قدم من مدينة طنجة، قاطعًا مسافة تزيد عن 800 كيلومتر من ميناء طنجة المتوسط عبر ميناء موتريل الإسباني، ليصل إلى منطقة ألفافار، حيث يعاني سكان شارع “كروز روخا” من مشكلات خطيرة في أنظمة الصرف الصحي.
هذا الطاقم المتخصص، الذي أرسله المغرب، يعمل بلا كلل باستخدام شاحنات صهريجية متطورة تحمل العلم المغربي، والتي أُرسلت خصيصًا للمساهمة في هذه المهمة.
جهود مستمرة رغم الصعوبات
وتصف الصحيفة تفاصيل العمل المضني الذي تقوم به الفرق المغربية، من إدخال خراطيم المياه عالية الضغط في المجاري المسدودة لإزالة الطين والنفايات العالقة، وامتصاص الحطام المتراكم في أنظمة الصرف الصحي باستخدام شاحنات مجهزة بتقنيات متقدمة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه القنوات ممتلئة بمخلفات غير متوقعة، مثل المراحيض المكسورة وغيرها من النفايات الثقيلة التي تعيق حركة المياه، ما جعل المهمة في غاية التعقيد.
“محاربون من الصحراء” دون كلل
وأوردت الصحيفة، إشادة أيمن، المترجم المرافق للطاقم المغربي القادم من مصالح الوقاية المدنية بسبتة المحتلة، بجهود هذه الفرق المغربية، واصفًا إياهم بـ”المحاربين من الصحراء”، الذين يواصلون العمل دون توقف أو طعام، رغم الظروف القاسية والمطالب الإضافية التي يطلبها سكان الحي، مثل فتح أقفال عالقة أو تحريك مركبات عاطلة تعيق حركة السير.
دعم مغربي شامل لمواجهة الكارثة
وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب أرسل 36 شاحنة صهريجية متطورة وحوالي مائة عامل متخصص إلى المناطق المتضررة من الفياضانات في فالنسيا.
وأكدت أن هذه الجهود المغربية كانت ضرورية لحل مشكلة الصرف الصحي، التي تشكل الآن خطرًا كبيرًا على الصحة العامة في البلديات الأكثر تضررًا.
إشادة من المسؤولين المحليين
وقالت الصحيفة، أنه من جانبه، أوضح خوان سيباستيا، منسق عملية التنظيف في منطقة ألفافار، أن وجود الوحدة المغربية كان أساسيًا لتجاوز هذه الأزمة.
وأكد المتحدث حسب الصحيفة، أن العمل في المنطقة كان معقدًا للغاية بسبب تراكم الحطام والقمامة في مسارات الصرف الرئيسية، مشيرًا إلى أن الفرق المغربية استطاعت معالجة المشكلة بكفاءة عالية.
رسالة تضامن وعمل مشترك
وتعكس هذه الجهود رسالة تضامن من المغرب تجاه إسبانيا في مواجهة كارثة طبيعية غير مسبوقة. وتبرز المساهمة المغربية ليس فقط على مستوى الدعم اللوجستي، ولكن أيضًا كجزء من قيم التعاون الإنساني التي تتجاوز الحدود.
في ظل هذه الظروف الصعبة، تظل فرق الإغاثة المغربية نموذجًا يحتذى به في التفاني والاحترافية، وهو ما أكسبها احترام السكان المحليين وإشادة الصحافة الإسبانية.