من هي مسؤولة المخابرات البلجيكية التي التقى بها الحموشي مؤخرا ؟

استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، أمس الاثنين 25 نونبر الجاري بالرباط، فرانسيسكا بوستين المديرة العامة لأمن الدولة بمملكة بلجيكا، التي تجري حاليا زيارة عمل للمملكة المغربية على رأس وفد أمني هام.

 فمن هي  فرانسيسكا بوستين؟

بدأت بوستين مسيرتها المهنية في مناطق الصراع، حيث اكتسبت فهمًا عميقًا للتهديدات الأمنية على الأرض. وشغلت مناصب قيادية في مجال جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية، وعملت مستشارة في العديد من المنظمات الدولية، مما أكسبها رؤية شاملة للقضايا الأمنية العالمية.

تولت مناصب قيادية عليا في جهاز المخابرات والأمن المدني البلجيكي (VSSE)، حيث أثبتت قدرتها على إدارة مؤسسة أمنية معقدة. تمتلك بوستين قدرة عالية على تحليل المخاطر الأمنية وتطوير استراتيجيات لمواجهتها.

وتتمتع بخبرة واسعة في العلاقات الدولية والتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. كما أثبتت قدرتها على قيادة فرق عمل متعددة التخصصات وتحقيق نتائج إيجابية. تتمتع بمهارات تواصل ممتازة، مما يمكنها من التواصل بفعالية مع مختلف الفئات.

بصفتها مديرة عامة لجهاز أمن الدولة (VSSE)، تلعب بوستين دورًا حاسمًا في حماية الأمن القومي لبلجيكا. فهي مسؤولة عن تطوير الاستراتيجيات الأمنية، وتنسيق الجهود مع وكالات الاستخبارات الأخرى، وتقديم المشورة للحكومة في شؤون الأمن.

وتشغل يوستين منصب المديرة العامة لجهاز أمن الدولة (VSSE) منذ سنتين، حيث تولت القيادة كمديرة عامة مؤقتة. انضمت إلى الجهاز سنة 2020 كرئيسة للعلاقات الدولية.

 وفق السيرة الذاتية المنشورة على الموقع الرسمي للجهاز البلجيكي، درست بوستين العلوم السياسية في جامعة ”KU Leuven”،  كما حصلت على درجة الماجستير في القانون من جامعة ” VUB ” ، بالإضافة إلى شهادة متخصصة في دراسات التنمية من جامعة ”UCLouvain”.

بدأت حياتها المهنية في عام 2001 كمحللة سياسية في جهاز الاستخبارات العامة والأمن التابع للجيش. قدمت خلال هذه الفترة إحاطات يومية لهيئة الأركان العامة للجيش، وشاركت في جمع المعلومات الاستخباراتية من الميدان ضمن مناطق النزاعات العسكرية. قادتها مهامها إلى عدة مناطق من بينها البلقان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

 ما بين  2006و 2008، عملت مستشارة سياسية للممثل المدني الأعلى لحلف الناتو في أفغانستان، حيث قدمت التوجيه بشأن التطورات السياسية داخل البلاد والمنطقة الأوسع.

كما قامت بجولات منتظمة في أفغانستان لضمان وصول مقر الناتو في بروكسل إلى معلومات سياسية دقيقة ومباشرة.

عادت فرانسيسكا بوستين إلى بلجيكا في 2008 للعمل كمحللة استراتيجية في هيئة التنسيق لتحليل التهديدات. في العام التالي، أصبحت مستشارة أمنية لحكومات رئيسي وزراء متعاقبين، حيث تولت أيضًا رئاسة كلية الاستخبارات والأمن ما بين 2011و 2014.

 شغلت فرنساسكا بوستين منصب مستشارة لدى منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، مع تركيز عملها على مكافحة التطرف العنيف ومنع تجنيد المقاتلين الإرهابيين الأجانب. ما بين 2014 حتى 2020، شغلت مناصب قيادية منها نائب رئيس ديوان الشؤون الأمنية والعلاقات الدولية، ورئيسة ديوان وزير العدل.

 إلى ذلك شكل الاجتماع الذي جمع حموشي وبوستين مناسبة لاستعراض ومناقشة مختلف قضايا الأمن الداخلي التي تشكل موضوع الاهتمام المشترك بين المغرب وبلجيكا، خصوصا مواجهة التهديدات التي تطرحها المخاطر الإرهابية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحديدا في منطقة الساحل جنوب الصحراء.

وقد أشادت المسؤولة البلجيكية خلال هذا اللقاء بالمستوى المتميز والمتقدم للتعاون الأمني مع مصالح الأمن المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، معربة عن رغبة بلادها في تدعيم وتطوير هذا التعاون بما يسمح بتحييد المخاطر المحدقة بأمن البلدين.

كما ناقش الطرفان كذلك أهمية توسيع مجالات ونطاق التعاون الثنائي بين أجهزة الأمن الداخلي في كلا البلدين، وتيسير إجراءات تبادل المعلومات وتقاسم الخبرات والتجارب، وذلك بشكل يضمن الارتقاء بالشراكة الأمنية بين البلدين.

ويندرج هذا اللقاء في سياق المباحثات التي يجريها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مع نظرائه في الدول الصديقة والشقيقة، بغرض تطوير مجالات التعاون في المجال الشرطي، وتوطيد علاقات التنسيق في قضايا الأمن الداخلي والتهديدات الناشئة المرتبطة بها.

كما يؤشر تواتر مثل هذه الزيارات على المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي ، وتترجم أيضا المصداقية التي تحظى بها مصالح الأمن المغربية لدى شركائها الأوروبيين، كفاعل أساسي في الجهود المشتركة لصون الأمن والاستقرار الدوليين.