مدير عملاق صناعة السيارات بإسبانيا: المغرب نموذج ناجح يمكن لأوروبا أن تستلهم منه

في لقاء أجراه كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لشركة “ستيلانتيس”، مع صحيفة “إل موندو” الإسبانية عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وجه تافاريس انتقادات حادة للنظام البيروقراطي في أوروبا، مشيرًا إلى المغرب كنموذج ناجح يمكن للقارة أن تستلهم منه.

الصناعة الأوروبية تواجه تحديات

خلال زيارته إلى إسبانيا، ناقش تافاريس الوضع الصعب الذي تواجهه صناعة السيارات الأوروبية، خاصة في ظل التحول نحو السيارات الكهربائية.

وأكد المعني أن “ستيلانتيس” ملتزمة بتحقيق أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025، رغم التحديات الكبرى التي تواجهها الشركات في أوروبا، مثل ضعف البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية وغياب الحوافز الكافية للمستهلكين.

المغرب نموذج يحتذى

عند الحديث عن التحديات البيروقراطية التي تعيق الصناعات الأوروبية، أشاد تافاريس بالمغرب قائلاً: “في المغرب، الأمور أكثر وضوحًا وسلاسة. الحكومات هناك تعمل بنظام أكثر كفاءة، حيث يتولى مسؤول واحد تنسيق الجهود بدلاً من التعامل مع وزارات متعددة كما هو الحال في أوروبا.”

وأضاف أن المغرب يتميز بقدرة تنافسية كبيرة في التكلفة والجودة، مما يتيح إنتاج سيارات بأسعار معقولة.

استثمارات ضخمة ومستقبل الصناعة

ناقش تافاريس أيضًا الخطط الاستثمارية الكبرى لشركة “ستيلانتيس” في إسبانيا، والتي تشمل مشاريع بقيمة تصل إلى 4 مليارات يورو، مثل إنتاج طرازات جديدة من البطاريات وبناء مصنع جيجا للبطاريات.

ومع ذلك، حذر من أن عدم وضوح السياسات الأوروبية، قد يدفع الشركات للاستثمار في أسواق أخرى مثل آسيا.

مستقبل مغربي واعد

رغم إشادته بالمغرب، نفى تافاريس تقارير حول نقل إنتاج طرازات “سيتروين C4” من مصنع مدريد إلى مصنع القنيطرة في المغرب، واصفًا ذلك بأنه “أخبار مزيفة بنسبة 100%”. لكنه أكد أن الشركات الإسبانية يجب أن تستفيد من تجربة المغرب في تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.

رسائل إلى أوروبا

اختتم تافاريس حديثه بتحذير واضح: “إذا لم تتحرك أوروبا بسرعة لتبسيط لوائحها وتعزيز استثماراتها، فإنها ستخسر المنافسة أمام الأسواق الآسيوية. يجب أن نلتزم بخطة واضحة، وإلا فإننا نخاطر بأن نصبح مستهلكين بدلاً من منتجين.”

تافاريس قدم للمغرب شهادة نجاح جديدة، معتبراً إياه نموذجاً للإدارة الفعالة والتوجه الاستراتيجي، في وقت تشهد فيه أوروبا تحديات متزايدة في ظل التحول الكبير الذي تمر به صناعة السيارات.