الدستوري يظفر برئاسة مقاطعة طنجة المدينة بالإجماع

تم انتخاب حميد أبرشان، عن حزب الاتحاد الدستوري، رئيسًا لمقاطعة طنجة المدينة صباح اليوم الثلاثاء، 3 دجنبر 2024، ليخلف بذلك محمد الشرقاوي الذي عُزل بقرار قضائي.

هذه الانتخابات التي توقعت “آشكاين” في مقال سابق نتيجتها، تأتي في سياق تغييرات سياسية بارزة داخل المقاطعة، بعد فترة من الجدل الذي أثير حول أداء المجلس السابق.

37 صوتًا لصالح أبرشان وامتناع مستشارين

خلال جلسة التصويت، حصل حميد أبرشان على دعم قوي من أغلبية المستشارين الحاضرين، حيث صوت لصالحه 37 عضوًا من أصل 40 مستشارًا حضروا الجلسة. في المقابل، امتنع مستشاران عن التصويت، فيما غاب عضو واحد عن الحضور.

انتخاب أبرشان لم يكن مفاجئًا، إذ كان المرشح الوحيد لهذا المنصب، مما عزز من فرص حصوله على الإجماع، خاصة مع الدعم الذي لقيه من مختلف التوجهات السياسية داخل المجلس.

توقعات مبكرة بفوز أبرشان

موقع “آشكاين” كان قد توقع في مقال سابق أن أبرشان سيكون الفائز برئاسة المقاطعة، وقد تأكدت التوقعات بعدما ترشح المعني وحيدا دون أي منافس آخر، فضلا عن توفره على دعم واسع داخل المجلس.

هذه التوقعات تأكدت اليوم، حيث رسخ أبرشان مكانته كأحد أبرز الأسماء التي ستقود مقاطعة طنجة المدينة في المرحلة المقبلة.

انتخاب نواب رئيس المقاطعة

في الجلسة ذاتها، تم التصويت على نواب الرئيس، حيث تم انتخاب عبد الواحد بولعيش وكاميليا بوطمو عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وسعيد بنعمر عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

هؤلاء النواب حصلوا على 33 صوتًا من مجموع أصوات المستشارين الحاضرين، ما يؤكد استمرار التحالف بين هذه الأحزاب داخل المجلس. رغم أن اتفاقا سابقا في الكواليس كان يشير إلى دعم أحزاب التحالف لأبرشان، مقابل تقاسم الأحرار والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي لمقاعد نواب الرئيس الثلاثة الشاغرة بعد عزل القضاء الإداري لهم.

خلفية عزل محمد الشرقاوي ونوابه

قرار انتخاب أبرشان جاء بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية بطنجة، في أكتوبر الماضي، حكمًا بعزل الرئيس السابق للمقاطعة، محمد الشرقاوي عن حزب الحركة الشعبية. القرار شمل أيضًا ثلاثة من نوابه، وهم رضوان بوحديد ومحمد عشبون عن حزب الاتحاد الدستوري، وأحمد مشيشو عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

هذا العزل كان نتيجة شكايات أحالتها وزارة الداخلية في ممثلها بجهة الشمال الوالي يونس التازي على القضاء الإداري، بعد ثبوت تورط المعنيين في خروقات إدارية كشفتها لجنة تفتش لوزارة الداخلية.

إعادة ترتيب المشهد السياسي المحلي

انتخاب أبرشان يمثل خطوة جديدة في إعادة ترتيب المشهد السياسي داخل مقاطعة طنجة المدينة، خاصة بعد التوترات التي رافقت فترة عزل الرئيس السابق.

حميد أبرشان، المعروف بخبرته في المجال السياسي والتسيير المحلي، والذي ترأس سابقا مجلس عمالة طنجة أصيلة، ونادي اتحاد طنجة لكرة القدم، سيكون أمامه مهمة صعبة لاستعادة ثقة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم. الأيام المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرته على مواجهة هذه التحديات وقيادة المجلس نحو تحقيق التغيير المنشود.