لماذا وإلى أين ؟

إبعاد “البام” من نيابة رئيس مقاطعة طنجة المدينة يهدد بنسف تحالف الأغلبية

شهدت انتخابات نواب رئيس مقاطعة طنجة المدينة، التي جرت أمس الثلاثاء 3 دجنبر، توترات غير متوقعة داخل تحالف الأغلبية المسيطر على المشهد السياسي في المدينة. وأسفرت النتائج عن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار بمقعدين من أصل ثلاثة، بينما ذهب المقعد الثالث إلى الاتحاد الاشتراكي، وسط غياب كلي لحزب الأصالة والمعاصرة عن التوزيع، رغم انتمائه للتحالف الرباعي الذي دعم انتخاب عبد الحميد أبرشان لرئاسة المقاطعة.

اتفاقات سرية وتهميش البام

مصادر مطلعة كشفت أن الاتفاق على توزيع المقاعد تم خلال اجتماع غير رسمي عُقد بمنزل عبد الحميد أبرشان، الرئيس المنتخب حديثًا. الاجتماع حضره يوسف بنجلون من الاتحاد الاشتراكي، وعمر مورو المنسق الإقليمي للتجمع الوطني للأحرار، في حين غاب عمدة طنجة منير ليموري عن اللقاء، ما أثار تساؤلات حول دوره في الدفاع عن مصالح حزبه.

الاتفاق السري، بحسب المصادر، أفضى إلى دعم مرشحي الأحرار عبد الواحد بولعيش وكاميليا بوطمو، بالإضافة إلى سعيد بنعمر من الاتحاد الاشتراكي، مع تهميش كامل لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يحظ بأي مناصب في مكتب المقاطعة. وذلك بعدما أصر عمر مورو على دعم مرشحي حزبه، وهو ما استجاب له بنجلون وأبرشان.

دور الأحرار والاتحاد الاشتراكي في إعادة تشكيل التحالف

الاتفاق السري الذي جمع أبرشان، بنجلون، ومورو أثار تساؤلات حول استقرار التحالف الرباعي. ووفقًا للمصادر، فإن بنجلون، الذي يوصف بأنه عرّاب هذه التوافقات، دعم بقوة تعزيز موقع حزب التجمع الوطني للأحرار داخل مجلس المقاطعة.

موقف بنجلون جاء مدعومًا بعلاقاته مع قيادات وطنية، كرشيد الطالبي العلمي، ما منح الأحرار نفوذًا أكبر داخل التحالف على حساب الأصالة والمعاصرة.

تساؤلات حول مستقبل التحالف

مراقبون يرون أن موقف منير ليموري السلبي خلال هذه الانتخابات قد يعكس ضعفًا في القدرة التفاوضية لعمدة طنجة أو رغبة في تجنب مواجهة سياسية داخلية، مما يفتح الباب أمام صراعات مستقبلية داخل التحالف.

في المقابل، يعزز حصول الأحرار على مقعدين من نفوذهم في المجلس، ما يثير مخاوف من أن يؤدي هذا التوزيع غير المتوازن إلى شرخ جديد داخل التحالف بمدينة طنجة.

رسائل انتخابية أم إعادة تموضع؟

مع هذه التطورات، يبدو أن انتخابات نواب أبرشان لم تكن مجرد إجراء إداري، بل عكست رسائل سياسية أعمق بشأن موازين القوى داخل تحالف الأغلبية.

وبينما يرى البعض أن النتائج تمثل انتصارًا للأحرار والاتحاد الاشتراكي، يعتبرها آخرون خطوة تُضعف الأصالة والمعاصرة وتدفع نحو إعادة تموضع داخل المشهد السياسي المحلي في طنجة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
4 ديسمبر 2024 13:24

التحالفات والتحالفات المضادة اصبحت مشهدا مؤلوفا في ديمقراطيتنا الانتخابية والتي ابتعدت كليا المغزى الحقيقي للتدافع السياسي الذي يهدف إلى تتنافس البرامج والتصورات حول تدبير الشأن المحلي والوطني، لتصبح مجرد سفقات يجريها المرشحون فيما بينهم رغم اختلاف ألوانهم للظفر بهذا المقعد اوذاك، ناهيك عن التواطئات حول تدبير الميزانيات التي كشفتها عدة تقارير أدت الى جر بعضهم الى ردهات المحاكم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x