2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
زاباتيرو من الرباط يهاجم اليمين الإسباني ويدعو إلى دعم اليسار المغربي
شارك رئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسيه لويس رودريغيز زاباتيرو، في منتدى الفكر والمواطنة الذي أقيم أمس في العاصمة المغربية الرباط، حيث ألقى خطابًا قويًا ضد اليمين الإسباني، متهمًا إياه بـ”المبالغة في مشكلة الهجرة وتعزيز الكراهية تجاه الأجانب”.
الهجرة والسياسة: رؤية زاباتيرو
وخلال كلمته، أشار زاباتيرو، الذي يُعتبر من أبرز رموز الحزب الاشتراكي الإسباني وأحد المروجين للتحولات الدبلوماسية في العلاقة مع المغرب، إلى أن بعض الأحزاب السياسية في إسبانيا، مثل حزب الشعب وفوكس، تستغل الهجرة كوسيلة لنشر الخوف وتأجيج الكراهية. وأكد أن هذه المقاربة تخالف القيم الإنسانية والتاريخية لإسبانيا، مشيرًا إلى الماضي عندما كان الإسبان يهاجرون بالقوارب إلى فنزويلا للبحث عن حياة أفضل وتم استقبالهم هناك بترحاب.
وقال زاباتيرو: “إسبانيا اليوم أصبحت وجهة يرغب الجميع في الوصول إليها. علينا أن نتذكر ماضينا ونتعامل مع قضية الهجرة بعقلانية وعدالة”.
التعاون مع المغرب وأهمية اليسار
وأشاد زاباتيرو في معرض حديثه بالدور الذي يلعبه المغرب كشريك استراتيجي لإسبانيا، ودعا إلى دعم اليسار المغربي ليصبح قوة اجتماعية وسياسية قادرة على تحقيق مزيد من العدالة والمساواة في البلاد. وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك قضايا الهجرة والتنمية المستدامة.
وأضاف زاباتيرو: “المغرب بحاجة إلى يسار قوي يعكس تطلعات شعبه ويعمل على بناء مجتمع أكثر إنصافًا ولامركزية”.
دوره في التحولات الدبلوماسية مع المغرب
وأعاد زاباتيرو التأكيد على دعمه للتحول الدبلوماسي الذي قاده الحزب الاشتراكي الإسباني، والذي تمثل في الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية ودعم خطة الحكم الذاتي المغربية. ورغم الانتقادات التي طالت هذا الموقف من قبل الجزائر وبعض القوى السياسية في إسبانيا، أصر زاباتيرو على أن هذا التحول كان ضروريًا لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون الثنائي بين البلدين.
يُذكر أن هذا التحول تسبب في أزمة دبلوماسية وتجارية كبيرة مع الجزائر، إلا أن زاباتيرو ووزير الخارجية الإسباني السابق ميغيل أنخيل موراتينوس دافعا عن الخطوة بشدة، معتبرين أنها تخدم مصلحة إسبانيا الاستراتيجية.
رسالة ضد التطرف
اختتم زاباتيرو خطابه بدعوة للتصدي لخطابات الكراهية والتطرف التي تغذيها بعض الأحزاب اليمينية، محذرًا من أن هذه السياسات تؤدي إلى تفكك المجتمعات وتعميق الأزمات. وأكد أن الحل يكمن في تبني مقاربة شاملة وإنسانية لقضايا الهجرة، تعكس القيم المشتركة بين المغرب وإسبانيا.
هذا الخطاب يأتي في وقت تشهد فيه العلاقة بين البلدين توترًا في بعض الملفات، لكنه يبرز أهمية الحوار والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.