2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مستجدات مثيرة في محاولات الهروب الجماعي من مخيمات تندوف (صور)
كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف؛ المعروف اختصارا بـ”منتدى فورساتين”، مستجدات بخصوص موجة الهروب الجماعية غير المسبوقة من قِبَل ساكنة مخيمات تندوف، خاصة بعد توجه العائلات الصحراوية بأعداد كبيرة نحو المناطق العازلة وموريتانيا، في محاولة للهروب من الظروف المعيشية المزرية داخل المخيمات التي تديرها جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
ووفق المنتدى المذكور، فإن السلطات الجزائرية رضخت بعد ضغط الصحراويين على معبرها الحدودي، حيث أمرت من قيادة البوليساريو حل المشكل في أقرب الأوقات خوفا من ازدياد أعداد المغادرين للمخيمات والمحتجين على حدودها.
وأوضح المصدر ذاته أن قيادة البوليساريو انتدبت المدعو “الطالب عمي” وعدد من الأشخاص من أجل محاورة المحتجين، قبل أن يتوصلوا اليوم السبت إلى اتفاق يقضي بالسماح باستصدار 200 ترخيص تنقل كل يوم بدل 120 سابقا، مع زيادة حمولة السيارة 700 كلغ بالنسبة للتجار وحمل 1400 لتر من المحروقات لكل سيارة.
وأكد منتدى فورساتين أن هذا الإتفاق كان مخيبا لآمال وتطلعات الآلاف من الصحراويين الذين “كانوا ينتظرون الحرية المطلقة وفتح المجال للتنقل بحرية دون قيود أو تراخيص تهينهم وتنقص من كرامتهم”.
وكانت عشرات السيارات، قد اصطفّت على مدى الأيام الماضية في محاولة للفرار، فيما اضطرت العديد من الأسر إلى المبيت في العراء وبيع ممتلكاتها البسيطة لتأمين حاجيات الرحلة، خاصة بعدما ازدادت الأوضاع سوءً مع التدخل المباشر للجيش الجزائري لمنع النزوح الجماعي، حيث فرضت حواجز صارمة لعرقلة خروج السكان.
أمام هذا الوضع المأساوي، يضيف المنتدي، أن العائلات الصحراوية وجهت نداءات إلى بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “المينورسو”، مطالبة بحمايتهم وضمان حقهم في التنقل، مبرزا أن المخيمات تحولت إلى سجن كبير، حيث تُمنع العربات والسكان من مغادرة المنطقة، في حين تُفرض تصاريح التنقل بأسعار خيالية في السوق السوداء، مما جعل الحصول عليها أمرًا مستحيلًا بالنسبة للعديد من العائلات.
وأكد المصدر ذاته، أن هذه القيود تسببت في حالة من الاحتقان الاجتماعي داخل المخيمات، حيث لم يعد السكان قادرين على تحمل انعدام الأمن الغذائي وغياب الخدمات الأساسية، مشددا على أن تقارير ميدانية أشارت إلى أن السلطات الجزائرية شددت الخناق على سكان المخيمات خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع الصحراويين إلى اتخاذ قرار الخروج الجماعي، رغم المخاطر المحفوفة بهذه الخطوة.
ويعتبر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف أن الهروب الجماعي من مخيمات تندوف يُعد بمثابة استفتاء اختياري من قِبَل ساكنة المخيمات، التي قررت بمحض إرادتها تقرير مصيرها عبر مغادرة جحيم البوليساريو والبحث عن حياة كريمة ومستقرة، لافتا إلى أن عشرات العائلات من الفارين انتقلت إلى موريتانيا، حيث تسعى لإيجاد طريقة للعودة إلى المغرب، طلبًا للأمن والاستقرار الذي تفتقده المخيمات.