لماذا وإلى أين ؟

“آشكاين” تختار فوزي لقجع شخصية سنة 2024

“رجل يعشق رفع التحديات ومواجهة الصعوبات مهما بلغت”، هكذا وصفت إدارة تحالف الحضارات الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، قبل أيام قليلة حين توجته بالجائزة الدولية لتحالف الحضارات، خلال فعاليات ملتقيات الجامعة الأورومتوسطية، نظرا لـ”الأدوار التي لعبها من أجل تكريس قيم التضامن والتضحية والعمل بنكران الذات، حيث إن الرجل بعيد كل البعد وغير قابل لإغراءات الأنانية والنرجسية، ويتمتع بشعور التواضع من خلال الحوار والانفتاح والسعي إلى تعزيز الروابط والتحالفات بين مختلف الحضارات”.

وبالفعل، فمن عرف الشخص وتابع عمله منذ أيام “الحمري” في بركان إلى بلوغه الإتحاد الدولي “فيفا”، سيعرف معدن فوزي لقجع وخصاله الشخصية التي تكونها ثلاثة أضلاع، الكفاءة، التواضع والشغف، وسيعرف أن ما وصلت إليه اليوم كرة القدم المغربية لم يكن إلا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

إن كان إسم فوزي لقجع يتداول اليوم خارج أرض الوطن بسبب إنجازات الكرة المغربية، فإن ذلك لا يعدو أن يكون إلا جانبا واحدا من مجالات نجاح الرجل، بحيث أن المغاربة؛ خاصة المتتبعين للشأن الحكومي؛ يعرفون جانبا آخر تميز فيه هذا المسؤول منذ سنوات، وهو قطاع الميزانية والشؤون المالية.

في المجال السياسي والحكومي برز لقجع إلى العلن لأول مرة في النسخة الأولى لحكومة أخنوش التي عينها الملك محمد السادس سنة 2021، حينها تساءل البعض من العامة عن أسباب تعيينه وزيرا للميزانية في حين أنه معروف باشتغاله في المجال الرياضي، قبل أن يبهر الجميع في أول جلسة لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2022، بكفاءة وحنكة ورزانة في التفاعل مع أسئلة وملاحظات البرلمانيين وقدرته في الإقناع.

الصورة التي ظهر بها الرجل في تلك الجلسة التي ما تزال منشورة بقناة مجلس النواب على “اليوتيوب”، هي ذاتها التي ما تزال اليوم، إن لم تكن أكثر وضوحا واقتناعا، بأن هذا الشخص مُناسب لتدبير ميزانية الحكومة، حتى أصبح اليوم يُقَال: إننا نشهد فترة أحسن وزير ميزانية (مالية) مر في تاريخ الحكومات المغربية.

وفي البرلمان، يظهر وزير الميزانية بوجه المسؤول المتمكن والعارف بكل تفاصيل الشأن العام المغربي، والمتجاوب المقنع والفعال مع أسئلة ومطالب وملتمسات البرلمانيين، أغلبية ومعارضة، في إطار تجويد النص القانوني، حتى أصبح يحظى باحترام كبير من لدن مكونات البرلمان المغربي والطبقة السياسية في البلاد، وأصبح يعتبر من بين الوزراء القلائل الذين لا تصيبهم سهام الانتقاد اللاذع من مكونات البرلمان بشكل خاص والمتتبعين للشأن السياسي بشكل عام.

وطبعا، هذه ليست صدفة، فالرجل أمضى ثلثي عمره في الميزانية والشؤون المالية منذ أن اشتغل بالمفتشية العامة للمالية مرورا بقسم الزراعة والمقاصة، قبل أن يعين في منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية في يناير سنة 2010، ليعين بعدها وزيرا للميزانية في حكومة أخنوش.

بالإضافة إلى تميزه في تدبير قطاعه الحكومي بدليل الإشادات التي يتلقاها من المعارضة قبل زملائه في الأغلبية الحكومية، استطاع لقجع أن يصنع لنفسه “بروفايل” شخصية تكنوقراطية رزينة، مغايرة لما ألفه المغاربة لدى القيادات السياسية التي تعتمد الشعبوية في الخطاب أو تلك التي تحترف الهجوم والسخرية من الخصوم.

فالرجل الذي حظي بإعجاب من لدن عدد من الأسر المغربية التي تابعت أزمة التعليم واحتجاجات الأساتذة السنة الماضية، حين ظهر كـ“جوكير” للحكومة في حوارها مع النقابات التعليمية ولخص أشهر الحوار القطاعي في خمسة أيام توصل فيها لاتفاق وصف بـ”التاريخي” مع النقابات، حافظ دائما على “بروفايل” تكنوقراطي رزين وهادئ بخطاب مقنع ومؤثر.

منهجية الرجل في تدبير الشأن العام هي ذاتها التي يعتمدها مع وسائل الإعلام الوطنية والدولية، فبالرغم من أن خرجاته معدودة، إلا أنها تبقى دائما مقنعة ومفيدة للمشاهدين والمستمعين، ولا أدل على ذلك سوى الحوار الذي أجراه هذه السنة مع قناة “أون تايم سبورتس” المصرية، حين نجح في إبهار الجمهور المصري والعربي في عشرين دقيقة، وأصبح المصريين يرجون مسؤولا مثل لقجع في ذكائه وحنكته وتكوينه ورؤيته المستقبلية.

تنظيم كأس العالم كان حلم ملك وشعب، وسيكتب التاريخ أن فوزي لقجع هو المسؤول الذي نجح في تنزيل الرؤية الملكية في المجال الرياضي لتحقيق الحلم الذي راود المغرب منذ 1994 و 1998 و 2006 و 2010 و 2026، لينجح المغرب أخيرا في انتزاع أحقيته من المنتظم الدولي في تحقيق هذا المراد سنة 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.

وطبعا، تنظيم كأس العالم 2030 هو ثمرة الطفرة التي عرفتها كرة القدم المغربية برؤية ملكية ينفذها بنجاح رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، مند انتخابه على رأس هذه المؤسسة الكروية الوطنية مطلع سنة 2014، حيث استطاع أن يحقق إنجازات اعترفت بها مكونات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وأوصلت كرة القدم المغربية إلى العالمية من خلال منافسات كأس العالم بقطر.

وبشغفه المعهود يواصل فوزي لقجع عمله في “الجهاد الأكبر” المتمثل في التحضير لتنظيم “المونديال”، حلم الملك والشعب، منذ تعيينه من طرف الملك محمد السادس رئيسا للجنة المكلفة بملف الترشيح المغربي لكأس العالم 2030، حيث انصب جهده على تأهيل البنية التحتية للمغرب ليحصل الملف المشترك “المغربي الإسباني البرتغالي” من طرف الفيفا على تنقيط غير مسبوق بلغ 4.2/5

وسيحظى لقجع بشرف تنزيل الحلم المغربي في كل تجلياته، خاصة أن هذا الحدث ينتظر أن يغير المغرب على مستوى البينات التحتية والمرافق العمومية وتأكيد قوته الإقليمية كدولة رائدة في شمال إفريقيا وبالقارة ككل ويساهم في استمرار قوته الناعمة عالميا، كما ينتظر أن يغير تفكير المواطن المغربي وثقته في وطنه وفرص النجاح فيها.

إلى جانب المجالات المذكورة التي أظهرت تفوق ونجاح فوزي لقجع في تدبيرها بتميز، لابد من الإشارة كذلك إلى نجاحه في قيادة “الإسثناء المغربي” الذي يقوده جلالة الملك في مجال تطوير كرة القدم المغربية والإفريقية، ومواصلة النجاحات التي حصدها المغرب في السنوات الأخيرة في هذا المجال.

لن نكرر إنجازات الجامعة والمنتخب المغربي التي أصبح يعرفها الداني والقاصي وليس فقط المغاربة، بل سنسلط الضوء أيضا على مجالات أخرى بدأ عمل لقجع فيها يعطي أكله، وعلى رأسها مجال تكوين الأطر الرياضية الوطنية التي أصبحت تحقق اليوم إنجازات خارج الوطن.

الزاكي، الطاوسي مرورا بعموتة والسلامي وصولا إلى لمياء بومهدي، مدربة تي بي مازيمبي الكونغولي، التي فازت قبل أيام بجائزة أفضل مدربة للسيدات في أفريقيا لسنة 2024، دون أن ننسى تشجيع اللاعبين المغاربة السابقين والمقيمين بأوروبا على دخول مجال التدريب ومواكبتهم للحصول على التكوين والشهادات المؤهلة لذلك.

وعلى المستوى الإفريقي، يسهر فوزي لقجع على تنزيل الرؤية الملكية في مد جسور التعاون وتوطيد العلاقات “جنوب جنوب” مع عدد كبير من دول القارة السمراء من خلال شراكات تعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونظيرتها من باقي الاتحادات الإفريقية.

وفي هذا الإطار، وجدت العشرات من المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب بالمعايير المطلوبة دولياً ملاذا في المغرب لاستقبال مبارياتها الدولية بالملاعب الوطنية، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس في تنزيل استراتيجية التأثير المغربية في إفريقيا جنوب الصحراء، عبر تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والرياضية مع نظيراتها من الدول الإفريقية، وفق مقاربة رابح-رابح.

بالإضافة إلى ذلك فالمملكة أصبحت أرض التظاهرات القارية، كلما طلب منها “الكاف” أو “الفيفا” ذلك لإنقاذ ماء وجه القارة، بعدما يتعذر على اتحادات أخرى الوفاء بالتزامتها لتنظيم تظاهرات، تكلفت باحتضانها.

كما نجح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في توطيد العلاقات الكروية بين المغرب وعدد من دول القارة السمراء من خلال علاقاته مع رؤساء الإتحادات الكروية الإفريقية، والتي تنبني على تبادل التجارب والخبرات على مستوى البنيات التحتية وتطوير التكوين وكل ما يمكنه أن يُساهم في النهوض باللعبة على الصعيد الإفريقي.

لكل هذه المعطيات، ارتأت صحيفة “آشكاين” الرقمية، جريدة السياسيين وصناع القرار، أن تتوج الإبن البار لمدينة بركان فوزي لقجع بلقب: شخصية السنة لـ 2024.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x