2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهدت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة حدثاً علمياً بارزاً تمثل في مناقشة أطروحة دكتوراه متميزة في مجال علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، حيث قدم المهندس الطيار محمد سعيد القسطيط بحثاً مبتكراً حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين مراقبة الحركة الجوية، وذلك من خلال التعرف التلقائي على الكلام والبيانات المفتوحة للطيران.
وقد نال الباحث درجة الدكتوراه من جامعة عبد المالك السعدي بميزة مشرف جداً مع توصية بالنشر، بعد مناقشة باللغة الإنجليزية أمام لجنة علمية مرموقة تحت إشراف الأستاذ اليحياوي عبد الواحد ومقررا عن الأكاديمية الدولية محمد السادس للطيران المدني، وبحضور رئيس قسم المراقبة الجوية بمطار طنجة ابن بطوطة.

وقد حظي البحث باهتمام دولي، حيث تم قبول نشره في مجلة “MDPI, Aerospace” السويسرية المصنفة Q1، كما نال إشادة من معهد توجيه الطيران التابع للمركز الألماني للفضاء. وبهذا الإنجاز العلمي، أصبح الدكتور القسطيط عالم بيانات ” Data Scientist” متخصصاً في مجال الذكاء الاصطناعي.
يقدم البحث حلولاً مبتكرة لتحسين كفاءة وسلامة الحركة الجوية من خلال تطوير نظام ذكي يجمع بين التعرف الآلي على الكلام والبيانات الملاحية المفتوحة. وقد أشادت اللجنة العلمية بالأطروحة، معتبرة إياها مرجعاً مهماً للباحثين المتخصصين وطلبة الذكاء الاصطناعي.
يشار إلى أن الدكتور محمد سعيد القسطيط، ابن المدرسة العمومية المغربية، بدأ مساره التعليمي بحصوله على شهادة الباكالوريا في الإلكترونيك من ثانوية مولاي يوسف التقنية بطنجة، ثم نال الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا في الهندسة الكهربائية من المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء. وبعد تجربة مهنية غنية في القطاع الخاص، حيث أشرف على مشاريع تقنية مهمة مع فاعلي الاتصالات الوطنيين وشارك في دورات تدريبية متقدمة في آسيا وأوروبا، واصل دراسته في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة ليحصل على دبلوم مهندس الدولة في تخصص المعلوميات. وقد أسس بعد ذلك شركته الخاصة في مجال الاتصالات والمعلوميات، حيث قاد العديد من المشاريع في مجال التكنولوجيات الحديثة. كما حصل على إجازة طيار خصوصي من الإدارة العامة للطيران المدني بالرباط، ويشغل حالياً منصب رئيس مركز الفحص التقني للسيارات “ULTRA CONTROLE” بطنجة.

يُذكر أن الباحث هو شقيق المهندس أحمد القسطيط، خبير الأنظمة اللاسلكية ورئيس قسم الابتكار والمعايير بمجموعة فيوليا، والذي يرأس حالياً اللجنة الوطنية لأنظمة القراءة عن بعد والعدادات الذكية في فرنسا.
ويعد هذا الإنجاز العلمي إضافة نوعية للبحث العلمي المغربي في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في قطاع الطيران، مما يؤكد قدرة الكفاءات المغربية على المساهمة في تطوير التقنيات المتقدمة على المستوى العالمي.
