لماذا وإلى أين ؟

سانشيز من الرباط: اليمين التقليدي يستسلم للكراهية خوفًا من فقدان الناخبين

في خطاب ألقاه خلال قمة الأممية الاشتراكية التي انعقدت في الرباط، صباح اليوم السبت، دعا رئيس الحكومة الإسبانية ورئيس الأممية الاشتراكية، بيدرو سانشيز، إلى التصدي لصعود اليمين المتطرف وانتشار خطابه في الساحة السياسية. 

واعتبر سانشيز أن اليمين التقليدي استسلم للخوف من فقدان الناخبين، ما دفعه إلى تبني خطابات متطرفة مع تعديلات بسيطة لجعلها أكثر قبولاً، واصفًا ذلك بأنه “تخلٍ عن المبادئ”.

وحذر سانشيز من أن اليمين المتطرف يحاول تقويض أسس الديمقراطية عبر تصويرها على أنها “غير فعالة”، ووصف حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين بأنها “عقبات”. وأكد أن هذه الخطابات تهدف إلى إضفاء طابع مثالي على الماضي لإخفاء عجز اليمين عن تقديم مشروع مستقبلي واضح. وفي هذا السياق، دعا القوى التقدمية إلى الوقوف بحزم ضد خطاب الكراهية ومواجهة الأكاذيب التي تحاول إعادة إنتاج أيديولوجيات الماضي.

سانشيز يشيد بجهود الملك محمد السادس والعلاقات المغربية الإسبانية

وأكد بيدرو سانشيز، خلال المؤتمر، تقدير إسبانيا الكبير لجهود الملك محمد السادس في تعزيز استقرار المغرب وتقدمه الإقليمي. وأشاد بتميز العلاقات الثنائية، واصفًا المغرب وإسبانيا بالدولتين الشقيقتين المتجاورتين اللتين تتشاركان رؤية متكاملة في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق تطلعات مجتمعيهما بفعالية وإنصاف.

كما أشار سانشيز إلى دعم مدريد المستمر لشراكة استراتيجية قوية بين الرباط وبروكسل، مؤكدًا دور إسبانيا كبوابة للمغرب إلى الاتحاد الأوروبي. ودعا إلى تكثيف جهود القوى التقدمية لمواجهة الخطابات الرجعية المتزايدة، مشددًا على أهمية التعاون العابر للحدود لتعزيز رؤية شاملة تدعم التنوع والتسامح.

الدفاع عن الديمقراطية والإنجازات الدولية

وأشار سانشيز في كلمته إلى أهمية أن تكون القوى الاشتراكية حازمة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال: “حيثما يتردد الآخرون، نحن حازمون في الدفاع عن الديمقراطية. عندما يتبنى الآخرون خطابات غير مقبولة، فإننا ندينها”. وأكد أن الاشتراكية الدولية اليوم مطالبة بتقديم بدائل تقدمية تعزز العدالة الاجتماعية وتحمي حقوق العمل، بدلًا من الاستسلام للأجندة الرجعية التي تسعى لتشتيت الانتباه عن القضايا الأساسية.

وفي سياق دعوته، استشهد سانشيز بتجربة إسبانيا كنموذج على إمكانية تحقيق النمو الاقتصادي مع حماية حقوق العمل. وأشار إلى أن إسبانيا تمكنت في عام 2023 من خلق وظائف أكثر من ألمانيا وفرنسا مجتمعتين، مما يؤكد نجاح سياسات الديمقراطية الاجتماعية. وأضاف: “هناك بديل، وهو الديمقراطية الاجتماعية”.

مواجهة التحديات العالمية برؤية أممية

وشدد سانشيز على أن مواجهة صعود اليمين المتطرف تتطلب رؤية عالمية للتعامل مع القضايا الكبرى مثل الطاقة والموارد. وقال: “علينا تحويل الطاقة واستخدام الموارد في خدمة البشرية، وتجاوز الحدود والقارات لمواجهة التحديات العالمية”.

واختتم سانشيز خطابه بدعوة القوى التقدمية إلى تقديم خطاب يحمل الأمل بديلاً للخوف الذي ينشره اليمين المتطرف. وأكد أن الاشتراكية الدولية قادرة على مواجهة الأجندات الرجعية عبر سياسات تعزز العدالة الاجتماعية وتحمي مكتسبات الديمقراطية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x