أقصبي يجرد كلفة الإنتقال الديموغرافي في المغرب على الإقتصاد الوطني (فيديو)

كشف المحلل الإقتصادي؛ نجيب أقصبي، أن نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، التي تم الإعلان عنها من طرف المندوبية السامي للتخطيط، تظهر أن المغرب أصبح يشهد ما يعرف بـ”الإنتقال الديموغرافي” من 25 و30 سنة، مضيفا أن المملكة في المرحلة الأخيرة من هذا التحول والإنتقال.

وقال أقصبي خلال حلوله ضيفا على برنامج “آشكاين مع هشام“، إن “الإنتقال الديموغرافي” يعني أن معدل الخصوبة ينخفض، بحيث انتقل عدد الأبناء لدى الأسر المغربية من 6 و7 أطفال في السنوات الماضية إلى 2 و3 أبناء في السنوات الأخيرة، حيث بلغ معدل الخصوبة 1،9 ما يعني أنه أقل حتى من معدل تعويض الأجيال، وهو رقم يسجل عادة في الدول المتقدمة لعقود من الزمن.

وأشار المتحدث أن نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى كشفت كذلك اتجاه معدل السكان الأقل من 15 سنة (الأطفال) في الإنخفاض، وارتفاع نسبة الشيخوخة بسبب طول أمد الحياة، في ما يتجه معدل السكان في سن النشاط إلى الإنخفاض، ما يعني أن هناك تحول بنيوي في بنية السكان.

ووفق المحلل الإقتصادي فإن هذا التحول البنيوي والإنتقال الديمغرافي يأتي مكافأة “BONUS” في الدول المتقدمة التي استثمرت في التعليم والتكوين والتشغيل، في ما يأتي عقوبة “MANUS” في الدول غير النامية التي فشلت في قطاعات التعليم والتكوين والتشغيل، مشيرا إلى أن هذا التغير في البنية السكانية يطرح “مشكلا كبير” على المغرب.

وتظهر كلفة هذا التغير الديمغرافي في المغرب على مستوى مشاكل التغطية الصحية والحماية الإجتماعية والتقاعد، ما سيخلف كلفة باهضة على المستوى الإقتصادي لا يمكن حلها إلى من خلال الإستثمار في تعليم ذو جودة وإصلاح حقيقي لهذا المجال، والرهان على التكوين في المستوى، وتوفير فرص الشغل للشباب، حتى تعود تلك “العقوبة” إلى “مكافأة”.

وكانت نتائج إحصاء 2024، سجلت وصول عدد سكان المغرب إلى 36.8 مليون نسمة، بارتفاع 2.98 مليون نسمة أو 8.8 بالمئة مقارنة مع آخر إحصاء في 2014.

حيث كشفت نتائج الإحصاء ارتفاع معدل البطالة على المستوى الوطني إلى 21.3 بالمئة، “مع وجود تفاوتات في هذه النسبة على مستوى الجهات”، في ما انخفضت نسبة الخصوبة، وبدأ الهرم السكاني بالاتجاه نحو الشيخوخة، مشيرو إلى ارتفاع نسبة التمدن من 51.4 بالمئة في تسعينيات القرن الماضي إلى 62.8 في 2024.