لماذا وإلى أين ؟

هل انهزم الوالي أمزازي أمام رئيس جهة سوس ماسة؟

في الوقت الذي تتأهب فيه مختلف مؤسسات المملكة المغربية للإستعداد لتنظيم أكبر حدث رياضي في العالم؛ والمتمثل في منافسات كأس العالم 2030، من خلال الإسراع بتنزيل البنيات التحتية ومختلف المشاريع العالقة، يبدو أن بعض المنتخبين على رأس بعض المؤسسات ما يزال “يعميهم” الفكر المتجاوز في تدبير أمور المواطنين، ويعتمدون سياسة “يا أنا يا بلاش” أو “يا معايا أو راك ضدي”.

هذا الحديث ينطبق تماما على ما تشهده جهة سوس ماسة، حيث يتم إقبار مشاريع هامة تهم المواطنين بسبب “حسابات سياسية” بين المنتخبين الذي منحتهم الساكنة أصواتها، من قبيل ما حدث بخصوص “إقبار” رئيس جهة سوس ماسة؛ كريم أشنكلي، مشروع اتفاقية الشراكة لتمويل وإنجاز برنامج التأهيل الحضري لمركز جماعة أورير، بسبب تغيير اللون السياسي الذي يقود الجماعة.

الإتفاقية المشار إليها تهم تقوية وتهيئة الشبكة الطرقية والتأهيل الحضري لبعض الأحياء ناقصة التجهيز بجماعة أورير التي تضم الفنادق التي ستحتضن بعض المنتخبات في منافسات كأس إفريقيا السنة المقبلة وكأس العالم سنة 2030، كما تتعلق بتهيئة ساحات عمومية ومساحات خضراء، بكلفة مالية إجمالية قدرها 73 مليون درهم، بمساهمة كل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة (22 مليون درهم)، مجلس جهة سوس ماسة (28 مليون درهم) وجماعة أورير (14 مليون درهم).

وحددت مدة إنجاز المشروع المذكور في سنتين ابتداء من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، أي بعد المصادقة عليها من طرف الأطراف المعنية. وهو ما تم حيث صادق مجلس جماعة أورير على الإتفاقية في شهر فبراير الماضي في ما صادق مجلس جهة سوس على الإتفاقية ذاتها خلال شهر مارس، إلا أن المشروع “أقبر” لأسباب وأحداث سياسية، تتعلق أساسا بعزل رئيس جماعة أورير المنتمي لحزب “الحمامة”؛ نفس حزب رئيس جهة سوس ماسة.

العزل الذي صدر في حق الرئيس السابق لجماعة أورير شمال أكادير من المحكمة الإدارية، والذي جاء بعد شهرين فقط من مصادقة المجلسين على مشروع اتفاقية الشراكة لتمويل وإنجاز برنامج التأهيل الحضري لمركز جماعة أورير، أقبر المشروع الذي تنتظره الساكنة، حيث قرر رئيس جهة سوس ماسة تجميد الإتفاقية التي تنتظر جرة قلم منه للتنفيذ، حتى لا تحسب المشاريع لحزب “الوردة” الذي أصبح يقود الاغلبية المسيرة لمجلس جماعة أورير.

المثير في القصة، وفق معطيات توصلت بها “آشكاين” التي واكبت تفاصيل هذا الملف منذ البداية، والعهدة على المصدر، فإن رئيس جهة سوس ماسة أسر إلى مقربين منه، أنه لن يوقع الإتفاقية المشار إليها قط، خاصة أن الإنتخابات المقبلة تقترب شيئا فشيئا، وهو ما سيستفيد منه، بحسبه، حزب “الوردة” بأورير ويضر بحزب “الأحرار” الذي يعتبر جماعة أورير “قلعة تجمعية”.

تبعا لذلك، علمت الصحيفة أن والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان؛ سعيد أمزازي، حاول التدخل وفق اختصاصاته ووفق بنود الإتفاقية التي تلزمه بالتنسيق بين أطراف المشروع لتسهيل إنجاز برنامج المشاريع وتدليل الصعاب، وأبلغ رئيس جهة سوس ماسة بضرورة توقيع الإتفاقية من أجل إنجازها في الوقت المحدد.

المعطيات ذاتها، أكدت أن رئيس جهة سوس ماسة يرفض توقيع الإتفاقية التي صادق عليها مجلس جماعة أورير ومجلس جهة سوس ماسة بالإجماع، حتى لا يستفيد منها غريمه السياسي، بالرغم من تدخل مجموعة من الجهات، منها مصالح ولاية جهة سوس ماسة.

المثير في القصة كذلك، أن شركة العمران “حامل المشروع” والمسؤولة عن تنزيل المشاريع، أطلقت طلب عروض من أجل إعداد الدراسات التقنية والهندسية والتنفيذية للمشروع، كما نشرت طلب عروض آخر يتعلق بمتابعة الأشغال الخاصة بالإتفاقية التي ما زال رئيس جهة سوس ماسة “يحتجزها” وفق متتبعين.

وحاولت الصحيفة الرقمية “آشكاين”، إستقاء موقف رئيس جهة سوس ماسة؛ كريم أشنكلي، من موضوع مشروع اتفاقية الشراكة لتمويل وإنجاز برنامج التأهيل الحضري لمركز جماعة أورير، وهل يرفض فعلا التوقيع على الإتفاقية أم أن الأمر يتعلق بتعقيدات أخرى غير معلومة؟ إلا أنه لم يجب على الاتصال والرسائل التي بعثنا بها له نخبره فيها بهوية المتصل وموضوع الاتصال.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x