حديث تبون وعطاف عن مقترح الحكم الذاتي في إشارة إلى أن الجزائر على استعداد لمناقشته (ولد سيدي مولود)

لم يفوت الرئيس الجزائر ي عبد المجيد تبون، فرصة حديثه أمام البرلمان الجزائري في “بدعة دستورية” يوم الأحد الماضي، دون الحديث عن ملف الصحراء المغربية، حيث حاول مهاجمة الحل الذي اقترحه المغرب لإنهاء النزاع، حيث وصف مخطط الحكم الذاتي بأنه “صنيعة فرنسية” متجاهلا أن الدعم الدولي الذي يحظى به هذا الحل المفترض لخلاف دام لسنوات وتستفيد منه مجموعة من الأطراف؛ على رأسها النظام الجزائري.

ساعات قليلة بعد خطاب تبون، خرج وزير خارجيته أحمد عطاف، لبسط ما وصفه بحصيلة دبلوماسيته خلال السنة التي نودعها، ولم ينس هو الآخر الحديث عن مقترح الحكم الذاتي، الذي حاول التنقيص منه ومن إمكانية حله للنزاع، دون الإشارة إلى أي مقترح آخر للحل؛ سواء من الجزائر التي تعرقل أي مبادرة لإنهاء الصراع أو من صنيعتها “البوليساريو”.

أسئلة عدة تطرح حول حماسة قيادات حكومة الجارة الشرقية في تعمد الحديث عن المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، والذي يحظى بدعم دول كبير من دول عظمى.

القيادي السابق بجبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، يقول إن حديث المسؤولين الجزائريين المستمر في مختلف خطاباتهم عن مقترح الحكم الذاتي يعني أن المقترح “حاضر في ذهن الساسة الجزائريين”، مضيفا أن ذلك “أمر طبيعي بحكم أن المقترح المذكور بات يحاصرهم من كل مكان، وباتوا يفكرون في التعاطي مع المقترح بشكل ما، لم تتضح معالمه بعد وحتى ظروفه ما زالت غير ناضجة على الأقل جزائريا بحكم انشغالهم بالداخل”.

ويرى ولد سيدي مولود في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، أن تكرار ذكر المقترح المغربي من طرف الساسة بالجزائر “ربما فيه رسالة للدول الكبرى بأنهم على علم بالمقترح ولكنهم ما زالوا يرونه دون المطلوب، وأنهم على استعداد لمناقشته إذا كان يحقق مصلحة جزائرية”، مشيرا إلى أن هذا الطرح “يوصلنا إلى إحاطة ديميستورا الأخيرة في مجلس الأمن التي دعا فيها المغرب لتوضيح مقترحه، وذلك ما تريد الجزائر الإشارة إليه”.

وزاد المتحدث في توضيح رؤيته بـأنه “ليس شرطا أن يكون ما تصبو إليه الجزائر عن حسن نية مبدئيا، وإن تحقق للجزائر ما تريد فلا بأس”، لافتا إلى أن “الخوض في تفاصيل المقترح المغربي يربح الجزائر وقتا ويخفف عنها الضغط، وربما تجد بين التفاصيل ما تفشل به المقترح”.

ووفق القيادي السابق بـ”البوليساريو”، فإن “المغرب واع بهذه المسألة، لذلك سمعنا رد بوريطة على ديميستورا، بأن المغرب جاهز للخوض في تفاصيل المقترح عندما تعلن الأطراف القبول به، وليس قبل ذلك”، مشيرا إلى أن “الأمور الآن اقتربت من تجاوز عتبة عدة مقترحات، إلى عقبة سقوف الحكم الذاتي، وهذا هو السر وراء تردده مؤخرا على ألسنة ساسة الجزائر بصيغة تبكي وهي راغبة”، وفق المتحدث.