لماذا وإلى أين ؟

حقيقة هاشتاج “مانيش راضي”

ما من شيء يحتاجه الجزائري المغلوب على أمره؛ إلا وجب عليه من أجل أن يتحصل عليه، أن يسلك الطريق الوعرة، ويتبع مسطرة الطوابير الطويلة والمُعَقّدة، من منتصف الليل إلى منتصف الليل؛ وكأنه يشتهي فاكهة الصيف في الشتاء؛ أو أنه يطلب كيلوغراما أو كيلوغرامين من نوع التفاح الذي أكل منه سيدنا آدم عليه السلام؛ رغم أن هذا المواطن في كثير من الأحيان، لا يطلب سوى قطرات من الحليب يسد بها رمق رضيعه، أو حبات من العدس ينير بها جنبات مطبخه.

كل شيء في بلد “القوة الضاربة” نادرٌ ومفقود؛ حتى أدوية التخدير ومياه الصنابير، وعجلات السيارات والحافلات، ومواد البناء وقطع الغيار واللائحة تطول؛ وأغلب الشعب في بطالة مزمنة؛ باستثناء “الذباب الإلكتروني” الذي يتصدى كل ثانية لمؤامرات “لقجع” “الخسيسة”، كما أن مقدرات البلد ليست من حق أهل البلد؛ بل من حق القضايا “العادلة”، وعلى رأسها قضية “الجمهورية الصحراوية الفنكوشية”.

من المفروض أن يعيش الشعب الجزائري في بذخِ ورفاهيةِ شعوب الخليج أو أفضل، مادامت أرض الجزائر المعطاءة تجود، في كثير من الأحيان، بأكثر مما تجود به أرض الخليج؛ إلا أن الآخرين انشغلوا بمشاكلهم، وانكبوا على تنمية أوطانهم، وتحسين مستوى معيشة مواطنيهم؛ فجازاهم الله بالخير والبركات، وأسبل عليهم سرابيل الأمن والأمان، في الوقت الذي انشغل فيه نظام العسكر البليد بقضايا غيره، وانكب على تنمية شعوبٍ وهمية ومزيفة لا تتوفر فيها أدنى صفات الشعوب؛ فعاقبهم الله تعالى، الذي يمهل ولا يهمل، بالذل والحرمان، والخُسران والبوران، حتى تذيلوا مراتب الدول ومصاف الشعوب.

من أية زاوية نظرتَ، أيها القارئ الكريم، إلى الجزائر، سواء من زاوية الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع أو الرياضة أو الثقافة أو العمران؛ إلا وعلمتَ يقينا بأن شعار “مانيش راضي” هو شعارٌ جزائري صِرف، انبثق من رحم المعاناة اليومية، ونبع من قلب الجزائريين الشرفاء، الذين عانوا الويلات من نظام لا يرأف ولا يرحم، وأكثر من ذلك، لا يعتبر ولا يتعظ ولا يتراجع أو يتزحزح، وما نظام “بشار” المجرم منه ببعيد؛ أما نظام المخزن، فهو بريء من هذا الشعار براءة الذئب من دم يوسف؛ بل وأكثر من ذلك، فالنظام المغربي راضٍ تمام الرضى عن عمي “تبون”، أطال الله عمره، وجعله ذخرا للمملكة المغربية الشريفة؛ ففي عهده حقق المغرب فتوحات ديبلوماسية غير مسبوقة، جعلت ملف الصحراء في أمتاره الأخيرة، وجعلت القضية مجرد أثر بعد عين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
امير امير
المعلق(ة)
3 يناير 2025 12:31

لاحول ولا قوة الا بالله الحمد لله على نعمة الجزائر كل شي متوفر والحمد لله الحليب مدعم وشبه مجاني وهو متوفر انتم استغليتم ظرفية زمنية محدودة وبقيتم تردودنها كإسكوانة مشروخو كل شي متوفر بى بالعكس كثرة

احمد
المعلق(ة)
2 يناير 2025 13:29

واجه الهشتاغيون في الجزائر وسم (انا مع بلادي) بهشتاغ مضاد اسقط كل حسابات العسكر وابتلع وسم (انا مع بلادي) بشعار ( أنا مع بلادي لكن مانيش راضي).

ابو زيد
المعلق(ة)
2 يناير 2025 00:11

انا احب هذا الوطن …فلماذا ساصوت مستقبلا ما دام واقع الاحداث و تسلسل القرارات يوحي بان كل قرار اتخذ او سيتخذ لا يهم راي المواطن فيه و لا ردة فعله !!!
انا كمواطن مغربي اقتنعت ان السياسة او السياسيين في وطني قرروا ان يفرضوا على هذا الشعب رايتهم و لو كانت خاطئة …و هي خاطئة!!
و انهم بذلك لا يمثلونني كمواطن!!
و لا يهمني انشاء عن جار السوء ما دام وضعنا ليس كما نحب و نرضاه!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x