2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف الدكتور الموساوي العجلاوي، الأستاذ الجامعي والخبير في العلاقات الأفريقية عن الأهمية التي يكتسيها تعليق جمهورية غانا علاقاتها مع جبهة البوليساريو، معددا في الآن نفسه آثار هذا القرار.
وقال العجلاوي، خلال استضافته في برنامج “آشكاين مع هشام“، إنه “يعتبر هذا الحدث من تباشير 2025، وبناء على عدد من المعطيات فإن هذه السنة ستكون حاسمة في مسار القضية الوطنية للتأكيد على الحل السياسي، التأكيد على مبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد، على أمل أن يتبنى مجلس الأمن هذا الاختيار بالإجماع”.
ونبه المتحدث إلى أن “النظام الجزائري هو عضو غير دائم في مجلس الأمن ستنتهي مهمته في أواخر دجنبر 2025، ولكن هذه السنة مع وصول ترامب وعدد من المتغيرات الأخيرة في أوروبا، ستعرف القضية الوطنية تحولا كبيرا”.
وأكد العجلاوي أن “تعليق غانا لاعترافها بالبوليساريو ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لدبلوماسية مغربية رصينة براغماتية تعرف كيف تناقش المنعطفات الدولية القوية، والنتيجة هي ما نلاحظه الآن، كونها دبلوماسية مبنية على مؤسسات يقودها جلالة الملك لها أهميتها وتراتبيتها واضحة وذات مبادئ منذ انضمام المغرب إلى الأمم المتحدة في نونبر 1956، حيث كانت دائما المساهمة المغربية جيدة باعتراف الدراسات التي كتبت حول الموضوع”.
وعن الفرق بين تعليق العلاقة الدبلوماسية التي اتخذتها غانا، وبين سحب الاعتراف، شدد العجلاوي على أن “التعليق خطوة نحو السحب، والتعليق بمثابة تجميد العلاقات بين دولة وأخرى على المستوى الدبلوماسي على مستوى العلاق الدولية”.
وأضاف أن “هذا التعليق جاء من دولة كانت من الدول القوية التي تنتصر للطرح الانفصالي ولجمهورية تندوف، وتكمن أهمية هذا الاعلان في كونه يأتي بعد نتائج الانتخابات الأخيرة في غانا، لأن غانا لها أهميتها في دول المجموعات الاقتصادية لدول غرب افريقيا، ولأن غانا لها اهميتها أيضا على مستوى التأثير في المنطقة”.
وتابع أنه “إذا لاحظنا أن عدد الدول الإفريقية التي فتحت قنصلياتها في الداخلة وفي العيون جلها من إفريقيا الغربية، وإذا أضفنا غانا، دون احتساب دول الساحل الـ 11، ستبقى البنين ونيجيريا، وهما دولتان ما زالتا على موقفهما، رغم أن موقف البنين بدأ يلين شيئا ما، فيما نيجيريا في انتظار ما وعد به الرئيس الجديد لإصدار موقف جديد من هذه القضية”.
وأردف أن “غانا بهذا الموقف وبالنظر لطبيعة علاقاتها مع البوليساريو والنظام الجزائري، فإن هذا القرار الذي اتخذته له أهميته، خاصة أنها راسلت منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، بمعنى أنه لا أحد يجب أن يقلل من أهمية هذا القرار”.
وفي رده عمن يقول إن خطوة غانا لا تكتسي أهمية، نبه العجلاوي إلى أن “غانا ليست من الدول الصغيرة كما يروج، وإلا هل يمكن اعتبار كوت ديفوار دولة صغيرة، وسيراليون التي كانت في زمن ما من مناهضي الوحدة الترابية، وهل إسبانياّ، فرنسا والولايات المتحدة دول صغيرة؟”.
وأبرز أن “أهمية غانا تكمن في كونها هي المحور الأساس المتبقي في مسار البناء لخط الانبوب الغاز النيجيري، وهذه الدول من ناحية سياسية عندما تتفق معك على توجهات في القضية الوطنية على المقاربة المغربية الاقتصادية وغير اقتصادية في القارة الإفريقية، تشكل جسما متجانسا، على أساس أن هذه الدول إن قدمت مشروعا مثل أنبوب الغاز أو فتح الواجهة الاطلسية لدول الساحل أمام ما نسميه بجغرافيا الدول الحبيسة، التي ليست لها واجهة بحرية، فهذا له أهميته”.
وخلص إلى أن “ما يميز تعليق الاعتراف هو الموقف السابق لغانا، وهي رسالة قوية تعكس انتصارا للدبلوماسية المغربية، ثانيا في انتصار للحق، لأن الدول بدأت اليوم تفهم على أن هذه “القضية” تعرقل مسارات التقدم إلى غير ذلك، ونلاحظ مثلا كيف يقوم النظام الحاضن للانفصال بتعقيد العلاقات الدولية الإقليمية”، في إشارة للنظام الجزائري.
يذكر أن الدبلوماسية المغربية نجحت في اقناع 46 دولة، منها 13 دولة إفريقية، بقطع أو تعليق علاقاتها مع ما يسمى “الجمهورية الصحراوية الديمقراطية” الوهمية، منذ سنة 2000، وذلك بعدما انضافت جمهورية غانا إلى الدول التي علقت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان المذكور.
وجاء الإعلان عن قرار جمهورية غانا في وثيقة رسمية لوزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي لجمهورية غانا، موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية، أكدت فيه إبلاغ حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية، ودعمها “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف”.
رباط الحوار كاملا: