توبيخ عامل سطات لمسؤول بوزارة التربية بشكل علني يثير انتقادات واسعة (فيديو)

خاطب عامل إقليم سطات؛ إبراهيم أبوزيد، المدير الإقليمي للتعليم والرياضة بالمدينة في اجتماع رسمي بأسلوب أثار الكثير من النقاش بين المواطنين، بين من اعتبر طريقة العامل في الحديث مع مسؤول إقليمي “لا تليق” و”غير دبلوماسية” و”سلطوية”؛ وبين من يرى أن “هذا الأسلوب يليق بأي مسؤول يتهاون في عمله” و”بهذه الطريقة يمكن أن تنزل الأوراش والمشاريع في وقتها المحدد”.

عامل الإقليمي استغل اجتماع رسمي حضره ممثلين عن كل المسؤولين لـ”يبهدل” المسؤول الإقليمي عن وزارة برادة بإقليم سطات، بسبب تأخر تنفيذ مجموعة من الصفقات العمومية المتعلقة بملاعب القرب، إلا أن الخطاب المستعمل أثار النقاش بين المتتبعين والمهنيين على حد سواء.

إهانة لقطاع التعليم

في هذا الإطار، يرى الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (CDT)، يونس فيراشين، أن سلوك عامل إقليم سطات “مرفوض شكلا ومضمونا، وفيه تجاوز لاختصاصاته وللمساطر المعمول بها وتجاوز لحدود اللباقة واللياقة والاحترام في التعامل مع مدير اقليمي لقطاع التعليم أو مع أي مسؤول أو أي موظف مهما كان مستوى مسؤوليته”، مضيفا أنه “إذا كانت هناك خروقات أو أخطاء وجب التعامل معها وفق القانون والمساطر التنظيمية”.

واستنكر فيراشين في تصريح لصحيفة “آشكاين”، سلوك العامل معربا عن “رفضه جملة وتفصيلا”؛ مطالبا وزير التربية الوطنية بالتدخل “لأن في ذلك إهانة لقطاع التعليم”، مشددا على ضرورة “تدخل وزير الداخلية لرد الاعتبار للمدير الإقليمي ووضع حد لمثل هاته السلوكات غير المقبولة”.

ترجمة للحكامة “المخزنية”

الحقوقي خالد البكاري علق على الواقعة، قائلا إن “الطريقة التي واجه بها عامل سطات المدير الإقليمي للتعليم، هي ترجمة للحكامة “المخزنية”، مضيفا “حتى لو افترضنا أن المدير الإقليمي ارتكب تجاوزات، فإن الإدارة الحديثة في دولة المؤسسات تقتضي سلك مساطر قانونية للمساءلة والمراقبة والمحاسبة، وحتى المحاكمة إن اقتضى الحال”.

ويعتبر البكاري، أن “الصراخ والإذلال باستعمال عبارات حاطة من الكرامة، لا يمكن أن يصدر إلا من عقلية سلطوية، حتى ولو كان العامل “نزيها” والمخاطب “مذنبا”، مشيرا إلى أن “رد فعل المدير الإقليمي الذي بدا مستكينا، هو ترجمة للنخب التي في مواقع المسؤولية في هياكل مختلف قطاعات الدولة المخزنية، حيث قبول الإذلال من الأعلى، وممارسته على الأدنى”.

حصة إهانة “وتمرميد”

السياسية أمينة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وصفت الواقعة بأنها “حصة تقريع وتأديب وإهانة “وتمرميد” على الملأ وفي اجتماع رسمي وبحضور الصحافة، هكذا فوجئت بفيديو يُظهر عاملا لإحدى الأقاليم يبالغ في “بهدلة” مسؤول إقليمي لإحدى المصالح الخارجية”.

وقالت ماء العينين، “ما هكذا تورد الإبل”كما تقول العرب، عمال الأقاليم ليسوا رؤساء مباشرين لمسؤولي المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية، وإنما تكمن أدوارهم في التنسيق وتذليل الصعاب وليس في تنظيم حفلات تقريع جماعية ليقول عنهم الناس أنهم جديون وأنهم يشتغلون”.

وأوضحت السياسية ذاتها، أن “مواقع المسؤولية مؤطرة بالقانون وبالأخلاق، وإن وجدت اختلالات أو نقائص في التدبير، فهناك مائة طريقة للتدخل لحلها بدون “شوهة”، أما إن وجدت مخالفات للقانون، فتوجد المساطر الإدارية والقضائية في احترام لحقوق الأطراف وحق الدفاع عن النفس في شروط تضمن كرامة المسؤولين الذين يمثلون الدولة ولا يشتغلون في ضيعات مفتوحة تعود بنا لعهد الاستعباد المنبوذ”، مسترسلة “شيء ما ليس بخير في هذا البلد ووجب الانتباه اليه قبل استفحاله”.

نظام السخرة

أما الأكاديمي عمر الشرقاوي، فقد اعتبر أن “اللهجة القوية والغاضبة التي خاطب بها عامل إقليم سطات المدير الإقليمي للتعليم بشأن صفقات الملاعب، خارج الدستور وخارج القانون وخارج اللباقة واللياقة وخارج حدود الاختصاص”، مردفا “كان على العامل أن يحترم اختصاصه كمنسق للمصالح الخارجية وليس سلطة رئاسية تهين مسؤولا إقليميا أمام العموم وكأننا في نظام سخرة”.

وتابع الشرقاوي “السيد العامل القانون يعطيك حق الاتصال بالوزير المعني لاخباره بمستويات التنفيذ، وليس تقريع مسؤول لا سيما في مجال التعليم وجعله مهانا لا يستطيع الرد عليك”، مضيفا “لنفترض أن المندوب الاقليمي ارتكب خطأ يستوجب التأديب والعقاب، فهناك المساطر الإدارية والقضائية التي ينبغي سلكها لاتخاذ المتعين، وليس الإهانة أمام كاميرات الصحافة، فهذا أسلوب لا يليق برجال السلطة كما يطمح لذلك جلالة الملك ومن ورائه عبد الوافي لفتيت”.