لماذا لم يهنئ حزب بنكيران المغاربة بـ”إيض يناير”؟

اختار حزب العدالة والتنمية أن يشكل الإستثناء، من خلال عدم إعارة أي اهتمام وتجاهل المناسبة الوطنية المتمثلة في رأس السنة الأمازيغية التي تفضل الملك محمد السادس بجعلها عطلة وطنية مؤدى عنها، ليكون “البيجيدي” الحزب الوحيد الذي “خرج من الجماعة”.

عكس الأحزاب المغربية الممثلة في البرلمان، اختار حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة لولايتين متتالية شهدتها “بلوكاج” القانون التنظيمي 16ـ26 الخاص بالأمازيغية، أن يعتبر رأس السنة الأمازيغية التي تعتبر مناسبة وطنية رسمية “لا حدث”، فلم يهنئ المغاربة بهذه المناسبة ولم يشر إليها قط في منابره الرسمية (لحدود نشر هذا المقال).

فصفحة “البيجيدي” على “الفايسبوك” توقف فيها النشر منذ يوم 11 من هذا الشهر، وهو التاريخ الذي شرعت فيه مختلف مكونات الشعب المغرب في الإستعداد لهذه المناسبة الوطنية، شأنها شأن صفحة الحزب على منصة “انستغرام” و”X” وحتى الموقع الإلكتروني للحزب.

تخلف “البيجيدي” عن تهنئة الشعب المغربي بهذه المناسبة الوطنية المهمة، تؤكد موقفه المسبق من الأمازيغية واستمرار هذا “العداء”، كما يصفه البعض، لهذه اللغة والثقافة التي تشكل هوية المغاربة، وكأن هذا الحزب يوجد خارج المغرب أم أنه يخاطب شعب آخر غير شعب هذه المملكة.

وعلى خلاف تخلف حزب العدالة والتنمية عن موعد رأس السنة الأمازيغية هنأت كل الأحزاب الممثلة في البرلمان؛ أغلبية ومعارضة، الشعب المغرب وملك البلاد بمناسبة “إيض يناير”، بمختلف التعبيرات والألوان التي تمثل كل هيئة حزبية على حدة وبطريقة تظهر مدى اهتمام كل حزب بهذا الموضوع.

فعلى سبيل المثال، كان حزبي الإستقلال والأصالة والمعاصرة الذي اختار التعبير بحروف “تيفيناغ”، أول الأحزاب المغربية التي سارعت إلى تهنئة المغاربة، أما حزبي التجمع الوطني والأحرار والحركة الشعبية فقد نظموا احتفالية بهذه المناسبة، في ما اكتفت أحزاب أخرى من قبيل حزب التقدم والإشتراكية والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتهنئة المغاربة.

وفي الوقت الذي تخلف فيه حزب مغربي عن تهنئة المغاربة بهذه المناسبة وحاول تجاهلها، جاء الرد من سفيرة الإتحاد الأوروبي بالمغرب، الذي هنأت المغاربة بلغة أمازيغية خالية من الأخطاء، ما يؤكد مجهودها في تعلم لغة المغاربة.

وكان الملك محمد السادس قد أمر “بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية”، كما أصدر الملك توجيهاته إلى رئيس الحكومة المغربية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي تجسيدا للعناية التي يوليها للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.