لماذا وإلى أين ؟

اتحاد نسائي: تعديلات مدونة الأسرة ”مخيبة للآمال” ولم تلبِّ المطالب الجوهرية للحركة النسائية

عبر اتحاد العمل النسائي عن خيبة أمله العميقة من المقترحات التي تقدمت بها الحكومة بشأن تعديل مدونة الأسرة، معتبراً إياها غير كافية لتحقيق التغيير المنشود في وضعية المرأة المغربية.

ورأى الاتحاد، في بيان مطول، أن هذه المقترحات تفتقر إلى الطموح اللازم وتتجاهل المطالب الأساسية للحركة النسائية، والتي تتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

وأوضح الاتحاد أن المقترحات المطروحة لم تلبِّ المطالب الجوهرية للحركة النسائية والحقوقية، والتي تطالب بإصلاح شامل وعميق لمدونة الأسرة.

وأشار البيان إلى أن تلك المقترحات لا تستند إلى مبادئ المساواة وعدم التمييز، كما أنها لم تأخذ في الاعتبار المصلحة الفضلى للأطفال، مما يعكس تجاهلًا واضحًا لمقتضيات الدستور والالتزامات الدولية التي اعتمدها المغرب.

ومن بين النقاط المثيرة للجدل، إبقاء الاستثناء المتعلق بتزويج الطفلات، رغم رفعه إلى سن 17 عامًا، وهو إجراء اعتبره الاتحاد غير كافٍ للحد من هذه الظاهرة.

كما انتقد البيان عدم إلغاء تعدد الزوجات رغم الدعوات المستمرة لذلك، واصفًا هذا الأمر بانتهاك لكرامة وحقوق النساء والأطفال، ومؤكدًا أنه يقوض استقرار الأسرة. وأشار الاتحاد إلى أن شرط منع التعدد في عقد الزواج ليس بجديد، إذ تم تطبيقه منذ عام 1993 لكنه لم يوفر حماية شاملة للنساء.

وتناول البيان كذلك قضية التعصيب، التي وُصفت بأنها اجتهاد بشري يعود إلى زمن كانت فيه الأسرة الممتدة تلعب دورًا حاسمًا في رعاية النساء والفتيات.

وأكد الاتحاد أن هذا النظام أصبح غير ملائم للمجتمع المغربي الحالي، معتبرًا التعصيب شكلاً من أشكال الظلم الشديد ضد النساء والفتيات.

كما انتقد عدم مراجعة منظومة المواريث، باستثناء استبعاد بيت الزوجية من التركة، وهو ما يعد إخفاقًا في تحقيق العدالة والمساواة.

على صعيد آخر، استنكر الاتحاد رفض اعتماد الخبرة الجينية لإثبات النسب بالنسبة للأطفال المولودين خارج إطار الزواج، مبينًا أن ذلك يخالف المصلحة الفضلى للأطفال والدستور.

كذلك أشار البيان إلى تجاهل المساهمة المالية للنساء من دخلهن الخاص في بناء ممتلكات الأسرة، وحصر الاعتراف بمساهمتهن في العمل المنزلي فقط، على الرغم من تحملهن أحيانًا للأعباء الكاملة لإعالة الأسرة. وفي ختام البيان، دعا اتحاد العمل النسائي كافة الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل الجاد من أجل مواجهة هذا التحدي الذي يساهم في بناء أسرة تتمتع بالعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، وتكفل الحقوق الأساسية لكل أفرادها.

كما شدد الاتحاد على ضرورة المشاركة الفاعلة في النقاش المجتمعي لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الوعي بأهمية الإصلاح العميق لتحقيق مجتمع أكثر عدلاً وانسجامًا مع التحولات الحديثة في بنية الأسرة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

7 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
20 يناير 2025 18:54

لماذا لا يدافع هؤلاء النسويات عن حقوق المرأة في العمل حيث تشتغل 10 ساعات ليلا وبأجر زهيد وبدون تصريح في ص و ض إ فهؤلاء يريدون إصلاح الفراغ حيث لايمثل التعدد سوى 0.6 في المئة

الصحراوي المغربي
المعلق(ة)
20 يناير 2025 16:34

ادا سالت من يبحت عن المساواة بين الرجل والمرأة ستجده رجل أو امرأة في. متزوجة او مطلقة لم تنجح في الحفاظ على اسرتها.
كل ما شرعه الله فلا يحق لاي كان ان ببدله او يحرفه نحن مسلمين والغير المسلمين هم او هن من يريدون او يردن التحريف والفساد اخلاق الأبناء وتسنيت الأسر والعزوف على الزواج اي نشر الرذيلة لأن طبع الإنسان لابد له من علاقات جنسية وهنا ابين أننا نمتلك قسطا من الحيوانات واسمه الحيوان المنوي.
قالت احدى النساء وهي غربية ليست بمسلمة تابعنا حقوق المرأة الى ان وصلنا 45 سنة بدون ابناء

الداودي
المعلق(ة)
20 يناير 2025 14:59

نحن في هذا البلد مسلمون،ننظم علاقاتنا الاجتماعية بل مطالبون بتنظيمها من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.والقاعدة الفقهية تقول لا اجتهاد مع وجود النص،اذا وجد نص جلي واضح قطعي الدلالة فلا مجال للاجتهاد.

مريمرين
المعلق(ة)
20 يناير 2025 13:59

الحركة النسائية ببلادنا تريد للمرأة المغربية مصير المرأة في الغرب . يراد للمغربية أن تكون عارية إلا من قطعة ثوب بالكاد تستر فرجها و صدرها. يراد للمغربية أن تنعم بالحرية التي تُمَكِّنُهَا الانفلات من “سطوة” بيت الزوجية، من أجل الانغماس فيما يسمونه “علاقات رضائية” دون حسيب أو رقيب … يراد للمرأة المغربية أنتتحول إلى
سلعة جنسية و فقط.. وهذا ما نراه في الغرب، حيث رُسِّخَ في عقل المرأة أن الحرية تَكْمُنُ في التَّعَرِّي.. فأينما وَلَّيْتَ وجهك في مدن الغرب ترى كيف يُسْتَغَلُّ جسد المرأة عاريا أو شبه عار ، في الوصلات واللوحات الإشهارية.. و في السينما و في الشارع.. ، وترى كيف يقوم مُصَمِّمُو
الأزياء النسائية بكشف جسد المرأة و عوراتها..
فهل تقبل المرأة المغربية على نفسها أن تتحول إلى سلعة يتقادفها مستغلوها ؟؟

مواطن مغربي
المعلق(ة)
20 يناير 2025 13:18

ليس النساء الجمعويات وحدهن في الوجود!

محمد الكعبوشي
المعلق(ة)
20 يناير 2025 13:17

ماذا يردت هؤلاء النسوة .

كريم
المعلق(ة)
20 يناير 2025 11:14

جاهلات عانسات فاشلات في علاقاتهن الاسرية والزوجية حاقدات على النساء المتزوجات العفيفات السعيدات في بيوتهن مع ازواجهن واولادهن.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x