2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل تشييد عبارتان كهربائيتان بنسبة مائة بالمائة، تربطان لأول مرة المغرب وإسبانيا عبر الممر الأخضر.
وكشفت شركة ”باليريا” الإسبانية المتخصصة في النقل البحري، عن هذه المبادرة الجديدة، اليوم الخميس 23 يناير الجاري، خلال المعرض السياحي الدولي ”فيتور” في وسط مدريد.
ويسعى المشروع لتطوير مسار يعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية ودون أي انبعاثات لأول مرة في تاريخ الشحن البحري.
وأكد مدير الشركة، أدولفو أوتور، أن ”باليريا” فازت بالمناقصة التي أطلقتها هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء (APBA) لتسيير الرحلة لمدة 15 عامًا، مع مراعاة معايير تتفق مع أهداف الاستدامة البيئية.
من جانبها، أعربت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب لدى إسبانيا، في كلمتها خلال الحدث عن شكرها لشركة ”Balearia” لالتزامها بتعزيز العلاقات بين البلدين.
ووصفت المشروع بأنه خطوة مبتكرة ومستدامة تُعزز التعاون الثنائي، خاصة في ضوء العمل المشترك لتنظيم بطولة كأس العالم 2030.
واستقطب الحدث اهتمامًا واسعًا حيث حضره أكثر من 300 شخص، من بينهم خوسيه أنطونيو سانتانو، وزير الدولة للنقل والتنقل المستدام.
سيتم بناء العبارات التوأمية الجديدة التي تربط مينائي طنجة وطريفة، خلال العامين والنصف القادمين في أحواض بناء السفن بخيخون، حيث ستزود كل عبّارة بأربعة محركات دفع كهربائية تعمل ببطاريات سعتها 11500 كيلوواط/ساعة. وستتيح هذه التقنية إتمام الرحلة البحرية بالكامل لمسافة 18 ميلاً بالدفع الكهربائي فقط وبدون أي انبعاثات.
ومن المقرر أن تدخل العبارات الجديدة الخدمة في عام 2027، وستتميز بتقنية مبتكرة تجعلها 100% خالية من الغازات الملوثة. ومع ذلك، سيتم تجهيزها أيضًا بمولدات ديزل احتياطية بسعة إجمالية تبلغ 11200 كيلوواط لمواجهة الحالات الطارئة.
لإعادة شحن البطاريات، ستتوقف العبارات لمدة ساعة واحدة في كل من الميناءين. وسيتم نصب تجهيزات شحن متطورة في الأرصفة بطاقة 8 ميجاوات/ساعة في طنجة وطريفة، ما يضاف إلى إمدادات كهرباء أرضية تصل إلى 5 ميجاوات.
وستتم عملية إعادة الشحن باستخدام أذرع ميكانيكية مستقلة تتيح الجاهزية الكاملة خلال 40 دقيقة فقط. ويشمل تصميم العباراتين عرضًا يبلغ 25 مترًا مع قدرة استيعابية لـ 804 ركاب و 225 سيارة، وسرعة قصوى تصل إلى 26 عقدة.
سيتم تجهيزها من الداخل بمساحات فسيحة ومشرقة وخدمات تضمن راحة الركاب، إضافة إلى تقنيات حديثة مثل نظام ”T-Foil” للتخفيف من الحركة العمودية وتعزيز المناورة باستخدام جنيحات متطورة ودافعات أمامية وخلفية.
ويأتي المشروع كنتيجة للتعاون بين عدة شركات، مثل “كوتينا فال”، “إنديسا”، و”أمنديس”، ويهدف إلى إنشاء رابط مستدام وأخضر بين إسبانيا والمغرب.
المشروع لا يقتصر على النقل فقط، بل يسعى لأن يكون محورًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعامل جذب للمواهب الجديدة.