2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
موجة “الحريك” تجر العثماني للمساءلة

وجهت البرلمانية فاطمة سعدي عن الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، سؤالا كتابيا لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة حول قضية موجة الهجرة السرية الجماعية للشباب المغاربة، معتبرة أن “تنامي الشعور بالإحباط لدى الشباب، والاقتناع بأن الحياة الكريمة باتت ضمن باب المستحيلات في هذا الوطن الذي أمسى بيئة طاردة لشبابها، ليجدوا، أنفسهم مكرهين على الانتحار بدل انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي”.
وقالت سعدي، في سؤالها الذي توصلت “آشكاين” بنسخة منه: ” من جديد تعود قوارب الموت إلى واجهة الأحداث، وتحتل بذلك الصدارة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ببلادنا”، مضيفة أنه “منذ مدة وجيزة فقط تحول حوض المتوسط إلى مقبرة جماعية لمئات الشباب المغاربة، جثث كاملة وأخرى عبارة عن أطراف جسدية متحللة تطفو على سطح البحر أو تلتقط في شباك الصيد… في مشاهد أقل ما يمكن أن توصف به كونها صادمة وقاسية جدا”.
وأكدت البرلمانية، في ذات المصدر، على أن موجة الهجرة السرية الجماعية للشباب لا تجد تفسيرا لها إلا في اليأس الذي تسرب إلى أذهان وأفئدة فلذات أكبادنا، نتيجة الإحساس بأفول شمس الأمل وانسداد الآفاق أمامهم، ناهيك عن فقدانهم الثقة في الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انخرطت فيها بلادنا منذ زمن ليس بالقصير”.
وأردفت سعدي، أن هذه “الاختيارات التي أبانت عن فشلها الذريع بالنظر إلى تغييبها لمجموعة من المعطيات الأساسية مثل : التغير الديمغرافي، فشل النموذج التعليمي، فشل النموذج الاقتصادي، غياب إستراتيجية محكمة في مجال التشغيل، تعثر تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، غياب إستراتيجية واضحة للاستثمار وخلق الثروة… وبالتالي استمرار الحلول الترقيعية من قبل الحكومات المتعاقبة.
وتابعت المتحدثة أنه أمام جسامة هذه المآسي التي تعيش على إيقاعها وتكتوي بنارها فئات متزايدة من الأسر المغربية، تسائل رئيس الحكومة عن التدابير والإجراأت المستعجلة التي يعتزم اتخاذها لإيقاف هذا النزيف على الأقل؟ وبالتالي هل ستأخذ الحكومة هذه القضية بعين الاعتبار خلال تهييئها لقانون المالية لهذه السنة 2019، انسجاما مع دعوة جلالة الملك الأخيرة إلى ضرورة الانخراط في مراجعة شاملة لدعم تشغيل الشباب؟، تضيف فاطمة سعدي في سؤالها الكتابي لرئيس الحكومة.