لماذا وإلى أين ؟

في ثلاث أشهر فقط شبار يُذيب الجليد بين المغرب وموريتانيا

يحل وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفي سابقة من نوعها، بزيارة الى المملكة المغربية يومي 20 و21 شتنبر الجاري، وهو حدث فريد من نوعه نظرا للجمود الذي طبع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجارته الجنوبية موريتانيا.

غير أن هذه الزيارة، لم تكن وليدة الصدفة، بل إن مخاضا عسيرا سبقها، خاصة بعد أن عين الملك محمد السادس، حميد شبار يوم الجمعة 20 أبريل الماضي، سفيرا للمملكة المغربية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.

شبار، ومنذ بدأ مهامه رسميا في هذا المنصب في يونيو الماضي، أي في ظرف 3 أشهر فقط، استطاع أن يطلق دينامية موسعة على أكثر من صعيد، من أجل تذويب الجليد بين البلدين، حيث تصاعدت حدة التوتر على إثر التصريحات التي أطلقها الأمين العام السابق لحزب الإستقلال، حميد شباط، والتي اشار فيها إلى أن موريتانيا هي أرض مغربية.

كما أن السفير الجديد للمملكة المغربية في موريتانيا، والذي يعتبر من أكثر الأسماء الديبلوماسية المغربية قربا من ملف الصحراء، ورغم قِصر المدة التي عُيِّن فيها إلا أنه تمكن من عقد اجتماعات على أعلى مستوى مع مسؤولين كبار في موريتانيا، أعطت ثمارها في آخر المطاف، وهو الأمر الذي تُوِّج بهذه الزيارة غير المسبوقة لوزير الخارجية الموريتاني.

وستكون هذه الزيارة، مناسبة لتقريب وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الإقليمية وتلك المشتركة بين البلدين وخاصة قضية الصحراء، حيث من المنتظر أن يعقد المسؤول الديبلوماسي الموريتاني، لقاءات مع رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني وكذا وزير الخارجية ناصر بوريطة للتباحث في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات

والملاحظ أن الخبرة التي راكمها شبار قبل تعيينه سفيرا للمغرب في موريتانيا، قد أعطت أكلها، خاصة وأنه شغل مهمة مستشار بوزارة الداخلية مكلفا بمتابعة ملف الصحراء على مستوى منظمة الأمم المتحدة، فضلا عن كونه عضوا في اللجنة التي وضعت مشروع الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء، المقدم للأمم المتحدة في أبريل 2007، كما تولى لفترة مهمة التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة بالصحراء (مينورسو).

كما سبق لشبار، الحاصل على دكتوراه الدولة في العلوم السياسية تخصص العلاقات الدولية من جامعة لوفان لانوف ببلجيكا، أن شغل أيضا مناصب أخرى، من بينها سفير فوق العادة بدرجة وزير مفوض، الممثل الدائم المساعد للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، و سفيرا سابقا للمغرب بغانا، وواليا على جهة وادي الذهب الكويرة، وأيضا واليا مديرا للتعاون الدولي بوزارة الداخلية.

وكانت وزارة الخارجية والتعاون المغربي، قد أعلنت في بلاغ لها أن الزيارة التي سيقوم بها الوزير الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ستمكن من بحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية لتكون في مستوى علاقات الأخوة وحسن الجوار التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية.

كما ستكون هذه الزيارة مناسبة للتنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل الظرفية الاستثنائية التي تجتازها المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x