2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في كتابه الجديد “الحل السلمي” الصادر عن دار النشر “بلازا وخانيس” لعام 2025، يطرح رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي لويس رودريغيث سباطيرو، رؤيته لسبل تعزيز السلام في العلاقات الدولية، مسلطًا الضوء على واحدة من أكثر القضايا الشائكة في المنطقة، وهي قضية الصحراء المغربية. ويخصص سباطيرو جزءًا هامًا من مؤلفه لتحليل العلاقات الإسبانية المغربية، مع التركيز على مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط في عام 2007.
سباطيرو يقارن في كتابه بين مقترح الحكم الذاتي المغربي وما يشبه من جوانب نظام الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا، معتبراً أن المبادرة المغربية تشكل خيارًا جديًا وواقعيًا لتسوية النزاع. كما يشير إلى أن حكومة بلاده كانت على علم مسبق بالمبادرة قبل إعلانها، ما يعكس – بحسب تعبيره – مستوى الثقة بين البلدين. ويكشف أنه اطلع على الخطة حين قدمها إليه وزير الخارجية آنذاك؛ ميغيل أنخيل موراتينوس.
ويعتبر سباطيرو أن هذا الطرح المغربي يعكس التزامًا نحو إيجاد تسوية سلمية ومستدامة للنزاع، مشددًا على أن إسبانيا، رغم وضعها الدقيق، يجب أن تساند الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي.
ولم يفت رئيس الحكومة الأسبق الإشادة بالعلاقات الثنائية بين مدريد والرباط، مؤكدًا أن المغرب يُعدّ من أكثر البلدان العربية انفتاحًا وتقدماً على مستوى حقوق الإنسان، كما يشيد بالإصلاحات السياسية التي شهدها، وبدور الملك محمد السادس، الذي يراه حليفًا ثقافيًا واستراتيجيًا لإسبانيا، مبرزًا أنه تحدث معه باللغة الإسبانية منذ لقائه الأول، في إشارة إلى قوة العلاقات الشخصية بين القيادتين.
ويختم سباطيرو تحليله بالدعوة إلى تجاوز منطق الصراع وتغليب الحلول السلمية، مؤكداً أن على المجتمع الدولي، بما فيه الجزائر، أن يلعب دورًا بناءً لتحقيق تسوية نهائية. كما يحذر من ترك آلاف العائلات تعاني في مخيمات اللاجئين، معتبراً أن الوقت قد حان للوصول إلى حل يُنهي هذا النزاع الذي طال أمده ويكرس استقرار المنطقة.