توتر بين البحرية الإسبانية والبريطانية بسواحل سبتة المحتلة بسبب سفينة روسية

شهد مضيق جبل طارق ليلة الخميس الماضي حادثاً بحرياً جديداً زاد من حدة التوتر القائم بين إسبانيا والمملكة المتحدة، وذلك بعد أن اعترض قارب الدورية الإسباني “إيسلا دي ليون” سفينة حربية بريطانية تابعة للبحرية الملكية، قرب السواحل القريبة من مدينة سبتة المحتلة، أثناء مرور سفينة شحن روسية مثيرة للجدل.

الاحتكاك وفق مصادر إعلامية إسبانية وقع بين الساعة 20:30 و22:00 ليلاً، عندما كانت السفينة التجارية الروسية “جنرال سكوبليف” تعبر المضيق متجهة نحو البحر الأبيض المتوسط، في مسار قانوني يمر عبر الممر الجنوبي لمنطقة فصل حركة المرور البحرية، والتي تعتبرها إسبانيا جزءاً من مياهها الإقليمية.

في تلك الأثناء، تحركت السفينة البريطانية “HMS Dagger” من ميناء جبل طارق لتواكب تحركات السفينة الروسية، لكنها اقتربت من سواحل سبتة المحتلة إلى مسافة 6.6 أميال بحرية، وهو ما اعتبرته السلطات الإسبانية اختراقاً غير مشروع لما تعتبره مياهها السيادية، مما دفع “إيسلا دي ليون” إلى التدخل السريع واعتراض سفينة البحرية البريطانية دون حصول تشابك.

وأضاف المصادر ذاتها، أنه الرغم من أن السفينة الروسية ليست تابعة للجيش الروسي، إلا أن شحنتها المكونة من مواد بترولية روسية أثارت اهتماماً واسعاً من قبل عدة دول، في ظل استمرار العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ما يفسر المتابعة الدقيقة لتحركاتها.

وأشارت المصادر أن الجانب الإسباني يرى في تحرك “HMS Dagger” تجاوزاً واضحاً، خاصة وأن مهمتها كانت ذات طبيعة عسكرية ولم تكن السفينة عابرة فقط، الأمر الذي يخرق حسب مدريد القوانين الدولية المتعلقة بحق المرور البريء، في حين تصر حكومة جبل طارق على أن المنطقة محل النزاع تقع ضمن المياه الدولية.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تصعيدات بحرية متكررة ترتبط بالخلاف التاريخي حول سيادة جبل طارق، في وقت لا تزال فيه المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تراوح مكانها بشأن الوضع النهائي للمنطقة بعد البريكسيت، بما في ذلك مسألة التحكم في الحدود والمياه الإقليمية.