2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
قبل حوالي عقد من الزمن، تم هدم المستشفى القديم للأمراض الصدرية في بلدة بنقريش بضواحي تطوان، والذي كان يعد من بين أبرز المؤسسات الصحية المتخصصة في علاج أمراض الجهاز التنفسي على مستوى المغرب، بل وكان يستقبل حتى مرضى من خارج البلاد. الهدم جاء بدعوى تقادم البنية التحتية للمستشفى التاريخي الذي بناه الإسبان، وتعهدت الجهات المسؤولة حينها ببناء مستشفى جديد بمعايير حديثة في نفس الموقع.
غير أن هذا المشروع الصحي الهام، والذي كان من المفترض أن يشكل إضافة نوعية للقطاع في جهة الشمال، سرعان ما تحول إلى مجرد هيكل إسمنتي مهجور، بعد أن التهم أكثر من 10 ملايير سنتيم من المال العام وفق مصادر متطابقة. حيث توقف البناء بشكل مفاجئ، دون تقديم توضيحات مقنعة من الجهات الوصية، ما أثار موجة استياء واسع في صفوف الساكنة المحلية.
الموقع الحالي للمشروع أصبح رمزاً للإهمال وسوء التدبير، إذ تحولت بناياته المهجورة إلى ما يشبه الكهوف، وتعرضت تجهيزاته المتبقية للإتلاف والتخريب، وسط تساؤلات حول مصير الميزانية الضخمة التي خُصصت له. علماً أن المشروع كان يحظى بتمويل جزئي من الحكومة الإسبانية، ممثلة في مجلس الأندلس “Junta de Andalucía” ضمن برنامج التعاون الدولي.
الساكنة المحلية حسب المصادر، تروج فرضيات متعددة حول أسباب هذا التوقف، من بينها وجود ضغوط من لوبي المقالع في المنطقة، الذين لا يرحبون بفكرة مستشفى قد يكشف الأضرار الصحية الناتجة عن أنشطتهم، إلى جانب اتهامات للوبيات المستشفيات الخاصة التي قد ترى في المشروع تهديداً لمصالحها الاقتصادية.
بينما وفي وقت سابق، تشير المصادر، سبق لوزير الصحة السابق خالد آيت الطالب أن أرجع تأخر المشروع إلى ضرورة إعادة صياغة اتفاقيات جديدة تخص الهدم وإعادة البناء، وتوفير طاقة استيعابية تصل إلى 80 سريراً. غير أن الوعود التي قُطعت قبل سنوات لا تزال حبراً على ورق، بينما المستشفى الذي كان من المفترض أن يكون من بين الأكثر تطوراً، ما زال على حاله، شاهداً على غياب المحاسبة وإهدار المال العام.
