2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
العروسي يعدد رسائل الإستقبال الملكي لوزراء خارجية بلدان تحالف دول الساحل

في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل الإفريقي تغيرات على عدة أصعدة بعد إعادة تأسيس تحالف اتحاد دول الساحل وما تلى ذلك من تعاون وتضامن بين الدول الثلاثة بوركينافاسو، النيجر ومالي، استقبل الملك محمد السادس، أمس الإثنين، وزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة الأعضاء في تحالف دول الساحل.
ونقل وزراء خارجية التحالف، خلال هذا الاستقبال الملكي، وفق بلاغ صادر في الموضوع، إلى الملك محمد السادس امتنان رؤساء دولهم للاهتمام الدائم بمنطقة الساحل، وكذا المبادرات الملكية لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان المنطقة وساكنتها، كما أشادوا بمبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مجددين انخراطهم التام والتزامهم من أجل تسريع تفعيلها.
وقدم الوزراء للملك محمد السادس وضعية تطور البناء المؤسساتي والعملي لتحالف دول الساحل، الذي أحدث كإطار للاندماج والتنسيق بين هذه الدول الثلاث الأعضاء.
تعليقا على ذلك، يرى الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن استقبال الملك محمد السادس لوزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة الأعضاء في تحالف دول الساحل يعكس الإنشغال المغربي بهذه المنطقة التي تعرف تهاوي الأوضاع الأمنية، وتبرز مدى قبول المغرب كطرف أساسي في المعادلة الأمنية نظرا إلى أن رؤيته ومنظوره الأمني تتقاطع من الرؤية التي تؤمن بها النخبة السياسية في البلدان الثلاث المذكورة.
ويوضح لعروسي في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، أن دور المغرب في محاربة الإرهاب والتطرف وتنسيق كل المبادرات الحيوية في القارة الإفريقية؛ خاصة المبادرة الأطلسية، يجعل منه شريكا موثوقا محترما لدى مختلف الأطراف الإفريقية، بما في ذلك تحالف اتحاد دول الساحل.
كما يبرز الإستقبال الملكي لوزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة الأعضاء في تحالف دول الساحل من جهة أخرى أهمية الدبلوماسية الملكية في تقييم الأوضاع وإعطاء أهمية لهذه المنطقة الهامة، وفق الخبير في الشؤون الأمنية، مشددا على أن ذلك يعزز الثقة المتبادلة والتنسيق المشترك بين هذه الأطراف في أفق إعطاء ثمار شراكة تهدف لإعادة الإستقرار لهذه الدول.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات أن المقاربة المغربية اتجاه هذه الدولة الإفريقية تعتمد في شق منها على التنسيق الأمني والعسكري، وفي شق آخر على المقاربة التنموية التي تنبني على مبدأ “رابح رابح”، من خلال المبادرة الملكية الأطلسية التي أشادت بها هذه الدول.
وخلص لعروسي بالإشارة إلى أن الزيارة تعد تأكيدا على نجاح دبلوماسية المملكة المغربية ومقاربتها اتجاه هذه الدول الإفريقية، كما أنها تثمين للعلاقات التاريخية التي تجمع المغرب بهذه البلدان وتقوية العلاقات والوشائج معها من خلال نمط جديد من الشراكة والتعاون المبني على التنمية، ما سيقضي على مظاهر العنف والتطرف في المنطقة.