لماذا وإلى أين ؟

فيراشين: مقاربة مواجهة العنف المدرسي أعمق مما تصوره وزير التربية

كشف وزير التربية الوطنية والتعليم والأولي والرياضة محمد سعد برادة، عن خطته لمحاربة العنف في الوسط المدرسي، بعد أيام فقط من الاعتداء المميت الذي تعرضت له أستاذة على يد أحد التلاميذ بمعهد التكوين المهني بأرفود.

الوزير برادة، أكد أمام مجلس النواب يوم الإثنين 28 أبريل 2025، أن وزارته “عملت على برمجة الأنشطة الموازية داخل إعداديات الريادة”، مشيرا إلى أن هذه ”الأنشطة تخفض بشكل كبير ظاهرة العنف، حيث يفرغ التلاميذ طاقاتهم في الرياضة والرسم والأنشطة الثقافية والموسيقى”، علاوة على “إنشاء خلايا تكون مسؤوليتها تتبع ظاهرة الهدر المدرسي، إذ تعمل الخلايا على التتبع الفردي لكل حالة من أجل معرفة الأسباب”، مبرزا أن “أهم هذه الأسباب تكمن في الضغط النفسي”.

وأثارت تصريحات برادة تساؤلات عما إن كانت هذه الخطة ستحدث أثرا في كبح جماح العنف المدرسي الذي صار يهدد حياة أساتذة وتلاميذ على حد سواء، أم أن الأمر أعمق من ذلك ويتجاوز بكثير ما قاله برادة؟

الكاتب العام للنقابة لوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، يونس فيراشين

وفي هذا السياق، يرى الكاتب العام للنقابة لوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، يونس فيراشين، أن “الأمر أعمق مما تحدث عنه الوزير، لأن العنف موجود في المجتمع، نظرا لأن المدرسة لم تعد تقوم بأدوارها”.

وعزا فيراشين ما سبق إلى “ضرب القيمة الاعتبارية للمدرسة والمدرس، حيث كان المدرس في وقت سابق يحظى بمكانة مثل إمام المسجد، ويحظى بالتقدير والوقار والاحترام، ولكن بسبب الصورة النمطية التي أصبحت تروج سواء إعلاميا أو من طرف الدولة، والتي تضرب في قيمته الاعتبارية وصلنا إلى هذا لمستوى”.

ويرى فيراشين، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الحل هو إعادة المكانة الاعتبارية للمدرس كمهنة، وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية كمصدر للمعرفة وكفضاء للتربية على القيم، وليس فضاء لإنتاج أشخاص تقنيين، بل يجب أن تكون فضاء لإنتاج القيم والتفكير النقدي والعقلاني”.

وأضاف أنه “في انتظار ذلك، فإن هذه الأنشطة الموازية التي تحدث عنها الوزير، من رسم وموسيقى، فهي جزء من مجموعة أشياء يجب أن تتوفر في المدرسة، لكنها للأسف غير موجودة، نظرا لعدم توفر التجهيزات والإمكانيات والتكوين لفائدة المؤطرين”.

وتابع أن “الوزير تحدث عن الموسيقى في المدارس، لذا وجب أن نتساءل كم من أستاذ للموسيقى في المغرب بأكمله، وهل لدينا فضاءات موسيقية، وهل لدينا فضاءات للمسرح والسينيما، وهل لدينا جميع الإمكانيات لكل ذلك، بالتالي فهذا كلام فقط”.

وخلص إلى أن أنه في ”انتظار الوصول إلى هذا الوضع الذي ذكرنا والذي يلزمه عمل على المدى المتوسط  والبعيد يجب أن تكون هناك إجراءات زجرية، إذ يجب أن تقوم وزارة الداخلية  والأمن الوطني وكل الأجهزة، بأدوارهما، من أجل حماية المؤسسة التعليمية ومحيطها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 20:42

العيب ليس في الوزير الذي اعتبر أن حل معظلة العنف بالأنشطة . لأنه للأسف تم وضعه في منصب لا يمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد . لذلك لا نستغرب من هكذا تصريحات التي في الحقيقة تسيء حتى له كشخص . سيدي الوزير هناك تلاميذ يتعاطون المخدرات ويحملون أسلحة بيضاء .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x