لماذا وإلى أين ؟

اعتماد بنكيران قاموس “ميكروبات” و”حمير” في وصف خصومه استراتيجية تعبوية لأهداف سياسية

عاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ عبد الإله بنكيران، ليهاجم فئة من المغاربة التي ترى بأن الإهتمام بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء أولى من بعض القضايا المشرقية أو ما يعرف بـ”أصحاب تازة قبل غزة”، بأوصاف معيبة من قبيل “الحمير” و”الميكروبات”.

جاء ذلك في مهرجان خطابي للإتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لـ”البيجيدي”، حيث قال بنكيران “هادوك أصحاب غزة قبل غزة لقيت لهم اسم جديد وهو “الميكروبات” آه حيث هما “ميكروبات” و”حمير” وحتى الحمير أحسن منهم”.

وصف الأمين العام لحزب “المصباح”، بعض المغاربة بـ”الحمير” و”الميكروبات”، يعيد النقاش حول ضوابط الخطاب السياسي المغربي وأخلاقيات العمل السياسي بشكل عام، كما أن تصريحات بنكيران خلفت ردود فعل غاضبة، بين من اعتبر أن الإختلاف السياسي والأديولوجي لا يمكن أن يكون ذريعة للسب والشتم وأن التدافع السياسي ليس سببا لممارسة العنف اللفظي في حق المختلفين، وبين من يعتبر أن “بنكيران هو هذا” معروف بخرجات مثل هذه وأن الأمر ليس “خبرا جديدا في نظرهم”.

أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، يرى الموضوع من زاوية مختلفة، حيث قال إن اعتماد بنكيران قاموس مثل “ميكروبات” و”حمير” في وصف خصومه السياسيين والأيديولوجيين يعكس ظاهرة متكررة في خطابه، تنبني على لغة التصنيف والإقصاء لتحقيق أهداف سياسية.

ووفق لزرق الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين”، فإن هذا النوع من الخطاب يستند إلى منظومة فكرية تقسم المجتمع إلى نصفين: “نحن” المتمسكون بالحق و”هم” المنحرفون عنه، ما يسهل عملية نزع الصفة الإنسانية عن الآخر المختلف، مبرزا أن توظيف هذه الاستعارات البيولوجية (ميكروبات) والحيوانية (حمير) يحمل دلالات عميقة في العقلية السياسية لقوى التدين السياسي، تسمح بتبرير الإقصاء السياسي والاجتماعي على أساس أن الخصوم لا يستحقون الاحترام، وبالتالي لا مكان لهم في المشهد السياسي.

وتعكس اللغة التي ينهجها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بحسب المحلل السياسي، استراتيجية تعبوية تهدف إلى استقطاب القاعدة الشعبية من خلال استغلال المشاعر وتبسيط القضايا المعقدة، مما يقوض فرص الحوار الديمقراطي الحقيقي القائم على التعددية وقبول الاختلاف.

ويؤكد متحدث “آشكاين”، أن العنف اللفظي هو تكتيك بنكيران، خاصة بعد أن جربه سابقا ضد خصومه السياسيين وكان له عائد انتخابي وأكسبه صورة “المناضل الشجاع” في أعين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، مشددا على أن رئيس الحكومة الأسبق عندما يهاجم منافسيه بحدة متهمًا إياهم بالتقاعس أو التواطؤ في دعم فلسطين، يظهر نفسه مدافعا وحيدا عن قضية تحظى بإجماع شعبي وطني واسع.

وخلص لزرق بالإشارة إلى أن هذا الخطاب المشحون يخلق رابطًا عاطفيًا قويًا بين ممارسه وبين الناخبين الذين يرون في قسوة كلماته تعبيرًا صادقًا عن غضبهم وإحباطهم، لافتا إلى أن بينما تتلاشى الفروقات الدقيقة في السياسات الفعلية وسط ضجيج المواجهات اللفظية، يزداد رصيده الانتخابي دون الحاجة لتقديم حلول فعلية أو برامج ملموسة، إذ تتحول القضية الفلسطينية من هدف للنضال المشترك إلى أداة في المعركة على الشرعية السياسية والتفوق الأخلاقي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد
المعلق(ة)
2 مايو 2025 11:41

لم يعلق عليه أحد صحيح ادا تكلم السفيه بما فيه فخير من اجابته السكوت..لكن والحال انه يصيح شمالا وغربا ان مرجعيته الدين الإسلامي. فإنه بهدا يشوهه فوجي على العقلاء قمعه

Abdou
المعلق(ة)
2 مايو 2025 11:03

يحاول بكلامه الساقط جلب أصوات البلطجية وبردعت المبردعين أصلا والذين لا يفكرون و يحبون مثل هذا الأسلوب الزنقاوي والصادر من من يعتمد الدين من أجل قضاء مآربه. يظن انه بهذه السخافة سيعود الى الساحة السياسة ولكن هيهات ثم هيهات المغاربة فطنوا لمكائد هذا الشخص. انتهى الكلام.

Driss
المعلق(ة)
1 مايو 2025 22:27

لا ينطق السفيه إلا بما فيه.

Moh
المعلق(ة)
1 مايو 2025 22:15

المغرب بلاد تدوير النفايات السياسية بكل ايديولوجياتها العقيمة والديناصورية من اصحاب المنجل والمطرفة الى خرقة الكوفية وشعاران داعش…نفايات سياسية يعاد تدويرها حصريا في بلدان توقفت المعاهد والمدارس فيها عن انتاج نخب بفكر حداثي مستنير …بلاد في منحدر الانقراض
. فكريا اولا ثم اقتصاديا ..و سياسيا وديموغرافيا انتهاء …بلاد النفايات الفكرية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x