لماذا وإلى أين ؟

خبير اقتصادي يرصد دلالات ابداء مسؤول بـ”بريكس” رغبته انضمام المغرب للمجموعة

أبدى اند كومار سريفاستافا، الرئيس المعني بالعمليات في “بنك التنمية الجديد”، التابع لمجموعة “بريكس” (BRICS)، رغبة المؤسسة في انضمام المغرب إليها.

وقال المسؤول المذكور، في مقابلة مع “الشرق”، إن “المغرب، في الوقت الحالي، ليس عضواً في بنك التنمية الجديد، الانضمام يبدأ بتواصل البلد المعني مع بريكس ثم بدء العملية، وبعد ذلك يتم دفع حصة في رأس المال ليصبح عضواً كاملاً، وآنذاك يمكن أن يستفيد من عمليات التمويل”، بحسب سريفاستافا، وأضاف: “نتمنى أن يصبح المغرب عضواً أيضاً، لأننا بصدد التوسع”.

وأشارت “الصحيفة”الشرق” إلى أن “البنك أنششئ عام 2015 من قبل الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس”، وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، انضمت مصر والإمارات وبنغلاديش العام الماضي.

وبعد مرور عقد على انطلاقه، تقول الصحيفة “تبلغ تمويلات البنك 39 مليار دولار في 122 مشروعاً بالدول الأعضاء، بحسب ما ذكره سريفاستافا، على هامش مشاركته في مؤتمر نُظم الاثنين 5 ماي 2025، في العاصمة المغربية الرباط حول المشتريات الحكومية التي تراعي المعايير البيئية.

وأشارت “الشرق” إلى أن “مشاركة “بنك التنمية الجديد” في فعالية رسمية في المغرب هي الأولى من نوعها، رغم أن المملكة ليست عضواً في المنظمة. حضر المؤتمر ممثلون عن عدد من بنوك التنمية الدولية، على رأسها “البنك الدولي” و”البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية” و”الوكالة الفرنسية للتنمية”، وهم أكبر المقرضين للمملكة”.

وتعليقا على ما يحمله هذا التصريح من دلالات، أوضح الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، أن “المغرب لديه وضعية خاصة واستثنائية، تتمثل في ربط علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة البريكس من جانبها تركز على الجانب الاقتصادي، وخصوصًا وأن لديها الآن توجه لتحريك موازين القوة العالمية نحو أقطاب جديدة”.

الخبير الاقتاقتصادي، عمر الكتاني

وشدد الكتاني في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “المرحلة الحالية لدى المغرب علاقات تجارية مع الصين وعلاقات تجارية مع روسيا، وفي نفس الوقت يحافظ على موقف إيجابي من الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى الآن، لم يتم الضغط علينا، وكما تعلمون فإن القاعدة الأمريكية تقول: “من ليس معنا فهو ضدنا”.

 لذلك، يرى الكتاني أنه “من مصلحة الدبلوماسية المغربية، في الوقت الحالي، ألا تتعامل مع المسألة من منظور دبلوماسي صرف، بل من منظور المصالح مع دول البريكس، ومصلحتنا تكمن في الانفتاح على فرص جديدة للتعاون التجاري وغيره”.

وتابع  أن “المغرب كان منفتحًا اقتصاديًا، لكن الدبلوماسية لها قواعد أيضًا، ومن بين ما كسبناه بعد الخطوات التي اتخذناها هو الاعتراف بالقضية الأولى للمغرب، وهي قضية الصحراء المغربية، ولم نخسر شيئًا، بل تعاملنا بالأمور بحكمة وتأنٍ، لأننا في المستقبل سنحتاج إلى علاقات مع دول البريكس”.

وأبرز أنه “لا ينبغي أن نعلن انضمامنا إلي البريكس، خاصة أنها تتيح لنا  إقامة علاقات تجارية مهمة مع روسيا والصين، لذلك، لا داعي لأن نعلن أو نُشعر بأننا انضممنا إليها مادامت تلك العلاقات قائمة”.

وأضاف أن “الحكمة تكمن في الحفاظ على نوع من المرونة وليس الدخول في تحالفات صارمة، والتحالفات التي يمكن أن ننضم إليها الآن يجب أن تكون اقتصادية ومالية في المقام الأول، كما تقتضي هذه الحكمة الحفاظ على المرونة وعدم الدخول في تحالفات يصعب الوفاء بها”.

وفيما يتعلق بتصريح المسؤول الذي ذكر أن البريكس ترغب في انضمام المغرب إليها، أكد الكتاني أن “هذا أمر إيجابي يعكس الصورة الإيجابية التي يتمتع بها المغرب، وإذا كانت دول البريكس تنظر إليه بهذه الطريقة، فهذا شيء نسجله بإيجابية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم مستعدون لاتخاذ خطوات فعلية”.

وخلص إلى أن “المغرب اليوم في نظر معظم دول البريكس يتمتع بصورة إيجابية؛ فهو بلد مسالم، بمعنى أنه يبحث عن مصالحه الاقتصادية دوليًا ويبتعد عن الأيديولوجيات، من هذا المنطلق، فإن الدبلوماسية المغربية، باستثناء موقفها من الكيان الصهيوني، إيجابية وفعالة إيجابية وفعالة”، حسب تعبيره.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x