2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بعد سنوات من الفرار إلى إيطاليا، تمكنت السلطات المغربية من استعادة رجل متهم في جريمة بشعة تعود لسنة 2017، راحت ضحيتها سيدة كانت تربطه بها علاقة غير موثقة بإقليم العرائش. القضية أعادت للواجهة النقاش حول العنف القائم في العلاقات غير الرسمية، خصوصاً عندما تنتهي بمآسٍ إنسانية مروعة.
الرجل، المزداد سنة 1974 وصاحب سجل جنائي يتضمن 12 سابقة، كان يعيش مع الضحية في “براكة” وسط ظروف هشة. وقد نتج عن علاقتهما حمل، يعترف فيه الرجل بطفلة واحدة فقط من أصل طفلين. ووفق معطيات القضية، فإن المعني متهم بإضرام النار في مكان سكنهما، مما أدى إلى إصابة المرأة بحروق من الدرجة الثالثة، دون أن يبادر إلى إنقاذها أو نقلها للمستشفى، وهو ما تسبب في وفاتها لاحقاً.
المتهم وفق المعطيات الواردة في جلسة محاكمته، لجئ بعد الحادث إلى تقديم رشوة بمساعدة أحد أقاربه بعد فراره إلى الناظور، ليتمكن من مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية في اتجاه إيطاليا، حيث اختفى عن الأنظار طيلة سبع سنوات. عملية تسليمه تمت في إطار تعاون قضائي، مكنت من إعادة فتح ملف القضية ومحاكمته أمام القضاء المغربي بطنجة.
خلال مثوله أمام محكمة الاستئناف بطنجة، حاول المتهم التنصل من مسؤوليته في الجريمة التي يحاكم على إثرها، مدعياً أن الضحية أقدمت على إضرام النار بنفسها بسبب مشاكل نفسية. كما حاول تعزيز روايته باستقدام شهود، إلا أن المحكمة لم تقتنع بتبريراته، خصوصاً أمام عجزه عن تفسير فراره وامتناعه عن إنقاذ رفيقته.
في ختام المحاكمة، قضت المحكمة بسجنه 25 سنة، بعد مؤاخذته بالتهم المنسوبة إليه. الحكم لاقى تفاعلاً واسعاً، باعتباره خطوة نحو تحقيق العدالة في قضية هزت الرأي العام، وعكست مجدداً خطورة بعض العلاقات غير المحمية قانونياً، خاصة عندما تتداخل فيها العنف والتهرب من المسؤولية.