2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد اعتقالها مُؤَرخا .. الجزائر تمنع أساتذة التاريخ من التصريح لمنابر أجنبية (وثيقة)

وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر تعليمات داخلية إلى أساتذة التاريخ تأمرهم بعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل إعلام اجنبية، وذلك بعد الجدل الكبير الذي أثارته خرجة في الباحث في التاريخ الجزائري محمد الأمين بلغيث الذي اعتقلته السلطات الجزائرية.
وجاء في وثيقة التعليميات المسربة المنسوبة لوزارة التعليم العالي الجزائرية، أنه “يطلب من جميع أساتذة قسم التاريخ بالكلية، الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات أو إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو الإلكترونية، دون الحصول على ترخيص مسبق وصريح من الإدارة”.
وبررت الجامعة الجزائرية هذا القرار بـ”العمل بالتعليمات التنظيمية المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي، وحرصا على حماية صورة المؤسسة وضمان انسجام الخطاب الأكاديمي مع التوجيهات الرسمية للدولة”.
وحذرت الأساتذة المخالفين لهذه التعليمات بأن “كل تصريح خارج هذا الإطار يعد خرقا للإجراءات الإدارية وقد يعرض صاحبه للمساءلة التأديبية وفقا للتنظيمات المعمول بها”.

واعتبر مراقبون للشأن الدولي أن “هذه الخطوة بمثابة محاولة تشديد الخناق على الباحثين الأكاديميين الجزائريين لعدم إدلائهم باي رواية تخالف رواية النظام الجزائري، خاصة تلك التي تتعلق بنشأة الدولة وباقي القضايا التاريخية الخلافية مع جيرانها، بما فيها المغرب”.
كما أن هذه التعليمات تأتي بعد الجدل الكبير الذي أثارته خرجة في الباحث في التاريخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، الذي اعتقلته السلطات الجزائرية بعد ظهوره على قناة سكاي نيوز الإماراتية، مع توجيه تهم جنائية ثقيلة له تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية ونشر خطاب الكراهية.
وأمرت النيابة العامة الجزائرية بالتحقيق مع المتهم، مشيرة إلى أنه “بعد تداول مقطع فيديو بمنصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، يتعلق بحوار تلفيزيوني جمع بين صحفية قناة تسمى سكاي نيوز عربية، والمدعو بلغيث محمد الأمين، والذي صرح فيه أن الأمازيغية هي مشروع صهيوني فرنسي باعتبار أن ذلك يشكل انتهاكا للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري المكرسة بموجب الدستور، وتعديا على مكون أساسي للهوية الوطنية”.
وكان تصريح المؤرخ؛ محمد الأمين بلغيث، قد قال إن الأمازيغية “مشروع أيديولوجي فرنسي صهيوني”، وإن أصل الأمازيغ يعود إلى “عرب فينيقيين”، ما أثار موجة واسعة من الاستياء وجدلا حادا في الأوساط السياسية والثقافية في الجزائر.
وجاءت تصريحات بلغيث خلال مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، حين طُلب منه توضيح آرائه المثيرة للجدل حول الهوية الأمازيغية، وما إذا كانت تلك المواقف تمثل طمسا لهوية شعب بأكمله. وردّ بالقول: “ليست هناك ثقافة. هذا مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز. لا وجود لشيء اسمه أمازيغية، هناك بربر، وهم عرب قدماء وفق ما يدين به كبار المؤرخين في الشرق والغرب”.
وفي تطورات القضية، هاجم التلفزيون الجزائري الرسمي، بضراوة الإمارات العربية المتحدة على خلفية استضافة قناة تابعة لها للمؤرخ وبث تصريحات اعتبرت أنها “استهداف خطير لثوابت الشعب الجزائري العريقة ومحاولة التشكيك في أصولها وتاريخها العميق”.
وأضاف بيان التلفزيون أن تهجم “دويولة الإمارات على الجزائر ذات التاريخ المقاوم ليس سوى محاولة يائسة من كيانات هجينة تفتقر إلى الجذور والسيادة الحقيقية”، مبرزا أنها تحولت إلى “مصانع للفتنة وبث السموم الإيديولوجية مستغلة تاجر إيديولوجيا في سوق التاريخ”، في إشارة مباشرة للمؤرخ محمد الأمين بلغيث.
كوريا الشمالية تتشكل، الحدود مسيجة والداخل سجن كبير.اللهم بارك وزد في ذالك. ح