2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ألمانيا تدعم المينورسو ومنظمات أممية أخرى بـ82 مليون يورو..والشيات: ليس ذو حمولة سياسية

أعلنت ألمانيا، عن التزامها بتخصيص دعما مالي إلى بعثة المينورسو، رفقة جانب بعثات أخرى بـ82 مليون يورو
وحسب ما أعلنت عنه مديرية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عبر منشور لها على “إكس“، فإن “ألمانيا تعهدت بأكثر من 82 مليون يورو لتدريب وتجهيز القوات العسكرية والشرطية التابعة لـقوات حفظ السلام، وتعزيز المرونة التشغيلية والطاقة المتجددة، ودعم التحول الرقمي والصحة النفسية، والطائرات المسيرة اللوجستية العسكرية”.
ويأتي هذا في ظل تصاعد أصوات دولية، منها الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب، تدعو لإعادة النظر في استمرارية قوات حفظ السلام في مناطق النزاع عبر العالم، علاوة على مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، بدعم بعثات حفظ السلام، خلال أشغال المؤتمر الدولي ببرلين، يوم الثلاثاء 13 ماي الجاري، الذي خصص لمناقشة مهام بعثات حفظ السلام الأممية، ما يعطي لهذا الدعم الألماني أكثر من قراءة.

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “تعهدات ألمانيا تجاه الأمم المتحدة مسألة طبيعية لا تحمل أي بُعد سياسي، بل تقوم على أساس التحول الذي شهدته السياسة الألمانية، والذي يميل نحو دعم البعثات الأممية وتعزيز السلم العالمي”.
واعتبر الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا يمثّل محاولةً لإرسال رسالة واضحة تدعمها التقارير الأممية، حيث أشار تقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى وجود عقبات تتمثل في المتابعة والرقابة على عمليات إطلاق النار، وهي أمور لا تخدم العملية السلمية في تلك الأقاليم”.
وشدد على أن “دعم ألمانيا للأمم المتحدة له حمولة تقنية ن ترتبط بما هو سلمي، ولا علاقة له بالتوجهات السياسية أو دعم طرف ضد آخر كما قد يتصور البعض، وحتى الحالات المرتبطة بوجود الصحراويين المغاربة في تندوف وتعامُل المفوضية السامية للاجئين معهم، وكذلك جميع الإجراءات الأممية الأخرى، تدخل في الإطار الإنساني وليس في سياق دعم أطراف في النزاعات داخل تلك المناطق”.
وتابع أن “هذا الدعم نتيجة تحولً داخلي في السياسة الألمانية، مع توجهات جديدة تسعى لإرسال رسالة مفادها أن ألمانيا تدعم السلام العالمي، خاصة في ظل التوجهات الأمريكية تحت إدارة ترامب التي تتجه نحو تقليص النفقات في هذا المجال وتعزيز الجانب الوطني الأمريكي على حساب العمل ضمن المنظمات الدولية”.
وخلص إلى أن “النظر لهذا الأمر على المستوى الدولي، نجده يعكس هذا تقابلًا بين رؤيتين؛ الرؤية الأوروبية عمومًا بقيادة ألمانية، والرؤية الأمريكية التي تسيران في اتجاهين متعاكسين، فبينما يعمل الاتجاه الأمريكي على تقليص التمويل للمنظمات الدولية والضغط عليها، يسعى الاتجاه الأوروبي، إذا ما تبنت ألمانيا هذا الدور، إلى تعزيز العمل الجماعي في إطار العلاقات الدولية الراهنة”.